قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن أقطاب الدولة العبرية ينظرون ب"استخفاف غير خفي" إلى زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية الدكتور محمد البرادعي الذي وصل اليها امس. وتابعت أن كل الدلائل تشير إلى أنها ستكون "زيارة فارغة المضمون" حيال موقف إسرائيل الرافض تغيير سياسة التعتيم على ترسانتها النووية. وذكّرت الإذاعة بأقوال رئيس الحكومة ارييل شارون قبل أشهر مع إعلان نبأ اعتزام البرادعي زيارة إسرائيل: "لا أعرف ماذا يريد البرادعي رؤيته هنا. على إسرائيل أن تبقي في يدها كل مكونات القوة اللازمة للدفاع عن نفسها بقواها الذاتية، وأثبتت سياسة الغموض النووي نفسها، ولذا فإنها ستتواصل". وأضافت الإذاعة متهكمة ان إسرائيل "ستوفر على البرادعي عناء التجول المتعب في المفاعل النووي في ديمونة وفي مركز الأبحاث النووية المحاذي له في ناحل سوريك"، بالإضافة إلى رفضها القاطع التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. لكن الناطق باسم اللجنة الإسرائيلية للطاقة النووية جدعون شربيط قال للإذاعة ذاتها إن إسرائيل تنظر باحترام بالغ إلى البرادعي والوكالة الدولية، مضيفاً ان الحديث هو عن "زيارة عمل مهمة لشخصية مهمة تتعاون معه في موضوعات ثنائية". وزاد انه يتوقع أن يطرح البرادعي مسألة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية "وسنقدم له ردنا باسهاب ووضوح". أما الإذاعة الرسمية فنقلت عن مصدر سياسي كبير قوله إن زيارة البرادعي تأتي لتقول للعالم إن الوكالة الدولية للطاقة النووية لا تضغط على إيران فحسب في مسألة مشروعها النووي، إنما تتبع "سياسة متوازنة"، مضيفاً ان المسؤولين الإسرائيليين سيعربون عن قلقهم من مواصلة إيران مساعيها للحصول على سلاح نووي. من جهته، اعتبر رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، أبرز صقور "ليكود" النائب يوفال شطاينتس الضيف "صديقاً لاسرائيل لم يتهجم علينا ذات مرة، سنستقبله كصديق وبهذه الصفة سيغادر ايضاً". واضاف في حديث اذاعي ان "الزيارة الروتينية" الثالثة للبرادعي لاسرائيل لن تقتصر على قيامه بطرح أسئلة تتعلق باسرائيل، بل سيستمع الى مطالب اسرائيلية من الوكالة الدولية "التي اخفقت في السابق في معالجة خروقات خطيرة جداً للمعاهدة الدولية لمنع انتشار السلاح النووي من قبل ليبيا وايران". وكتب المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" ألوف بن ان أحداً في اسرائيل لا يقيم اعتباراً لزيارة البرادعي "ولا يتوقع محادثات جوهرية مع الضيف". واضاف ان اسرائيل متمسكة بسياسة "الغموض النووي"، لكنها لم تعد تخجل من الحديث عن قدراتها النووية "بعدما بات العالم يدرك ان سياستها هذه تتصف بالمسؤولية أمام التهديدات بتدميرها الصادرة عن طهران وجهود الأخيرة للحصول على قدرات نووية"، ما منح هذه السياسة شرعية دولية غير مسبوقة، خصوصاً من الولاياتالمتحدة وبريطانيا "وحتى البرادعي يدرك خصوصية الحالة الاسرائيلية". يذكر ان السياسة الاسرائيلية تقوم على عدم تأكيد أو نفي اخبار عن امتلاكها أسلحة نووية وعلى ما يعرف ب"الممر الطويل"، أي عدم فتح ملفها النووي قبل التوصل الى سلام شامل مع دول المنطقة وفي مقدمها ايران.