أعلن قائد وحدات"المارينز"مقتل اكثر من 1200 مسلح في حين اندلعت معارك حول بعض الجيوب الواقعة جنوب غربي الفلوجة. وفيما أعلن الاميركيون مقتل 31 عنصراً من جنودهم، افيد في المانيا ان المستشفى العسكري الأميركي في هذا البلد استقبل 412 جريحاً. وقال الجنرال ريتشارد ناتونسكي، قائد قوات"المارينز"في الفلوجة، ان"اكثر من 1200"من المسلحين قتلوا منذ بدء الهجوم، بينما أعلن ضابط آخر ان تمشيط المدينة منزلاً منزلاً سيستغرق أربعة أو خمسة أيام. وأضاف الكولونيل مايكل شوب"لن ندع حجراً واحداً في المدينة من دون ان نقلبه". وتتركز المواجهات جنوب غربي المدينة وقال اللفتنانت كولونيل كريستوفر بيمز:"هناك ما بين 50 و80 عراقياً ومقاتلاً اجنبياً في الجنوب الغربي من الفلوجة بانتظار الهجوم النهائي". واضاف:"كلما تقدمنا باتجاه الجنوب كلما كانت المعارك اعنف واكثر تنظيما فهم يزرعون العبوات الناسفة في الطرق ويطلقون صواريخ مضادة للدبابات وقذائف الهاون لكن في غالب الاحيان يستخدمون بنادق كلاشنيكوف". واكد احد الضباط ان غالبية المسلحين الآن باتت من غير العراقيين. واوضح السرجنت المكلف الاشراف على المعتقلين ان"غالبيتهم من العرب". وقال:"اوقفنا سوريين وسودانيين واردنيين ومصريين وعناصر من الشرطة العراقية والحرس الوطني كانوا يطلقون النار علينا". وعثرت وحدات من"المارينز"على 25 جثة لمسلحين في المباني الواقعة في حي الجولان. وبدوره، قال الكولونيل باتريك مالاي من الكتيبة الثالثة التابعة للفوج الخامس في"المارينز"والمكلف السيطرة على حي الجولان الذي يعتبر المعقل الرئيسي للمسلحين"لا يزال هناك العديد من الارهابيين". لكن الميجور تود ديغروسييه قال:"لقد طوقناهم في الجنوب ولا يعرفون الى اين سيذهبون. ولا خيار امامهم الا الموت او الاستسلام". وتحولت الشوارع الى ساحة معارك حيث تناثر الحطام والرصاص الفارغ الى جانب القاذورات التي يقتات منها الكلاب والقطط والماعز والدجاج. وقتل ثلاثة عناصر من"المارينز"السبت في انفجار مبنى مفخخ كانوا يحاولون دخوله في وسط الفلوجة في حين جرح 13 آخرون في اشتباكات. وبمقتلهم يرتفع الى 31 على الاقل عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في الهجوم منذ الاثنين الماضي. وفي الفلوجة أيضا، عثر على جثة امرأة صغيرة البنية من العرق القوقازي ذات شعر اشقر طويل بترت يداها وساقاها كما حز عنقها مرمية في احد الشوارع. ويغزو الشيب شعرها وترتدي ثوبا ازرق اللون فوقه غطاء يستر جسدها لكن الكلاب والقطط نهشت وجهها. يذكر ان اجنبيتين متزوجتين من عراقيين خطفتا الشهر الماضي في العراق هما البريطانية مارغريت حسن والبولندية تيريزا بورش. وعلى مسافة 20 مترا، عثر"المارينز"على جثتي رجل وامرأة ترتدي ثوبا زهريا في حين يرتدي هو جلابية بيضاء وقد نهشتهما الحيوانات. وتواجه القوات الاميركية في الفلوجة مقاتلين متمرسين يطلقون النار على الجنود من المباني قبل ان يفروا منها. وليس بإمكان المسلحين الصمود وجهاً لوجه أمام كثافة النيران، لكنهم يكمنون للجنود من داخل المباني كما انهم توقفوا عن اطلاق صواريخ مضادة للدروع من نوع"آر بي جي"بسبب محدودية فعاليتها، ويفضلون استخدام بنادق مزودة مناظير ضد الجنود الذين يسيرون على أقدامهم. وفي"بداية الهجوم، كان المسلحون يطلقون النار وينسحبون، لكن اليوم لم يعد هناك مكان يذهبون اليه. ولهذا السبب فإن المعارك تزداد شراسة". وقال ضابط اميركي ان المقاومين"ينتظرون اللحظة المناسبة لإطلاق النار من احدى النوافذ وينسحبون بسرعة قبل ردنا ليطلقوا النار من مكان آخر". واضاف ان القبض على مسلح في الخمسين من عمره كان يطلق النار من منزل استغرق ساعات الجمعة. ويتحرك المسلحون حالياً بشكل فردي أو عبر مجموعة من اثنين بهدف إلحاق اكبر قدر ممكن من الخسائر بالجنود الاميركيين. وقال عسكري اميركي:"يخرجون رافعين اعلاماً بيضاء ويعبرون الشارع لاتخاذ مواقع في مبنى آخر حيث يكدسون الأسلحة، كما يرتدي آخرون بزات الشرطة أو الحرس الوطني العراقي".