حمل الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس، على الهيمنة الثقافية الأميركية، خلال لقاء مع مجموعة جامعيين فيتناميين في المركز الثقافي الفرنسي في هانوي التي يزورها حالياً. وقال شيراك ان العالم متعدد وفيه ثقافات كثيرة، ولكل من هذه الثقافات رؤيتها الخاصة للعالم والحياة والإنسان، وان الوسائل الحديثة للاتصالات أدت الى وجود ثقافة غالبية وهي الثقافة الانغلوسكسونية الميالة الى إلغاء سواها من ثقافات. وأضاف أننا لو أخذنا مثلاً الطروحات الأميركية لظهرت بسرعة ثقافة وحيدة و"أصدقاؤنا الأميركيون يقولون انه لا يحق للدول ان تدعم ثقافتها الخاصة بتمويل رسمي" لأن ذلك قد يعيق حرية الفكر ويحول دون التطور الطبيعي للثقافة الأميركية. ورأى شيراك ان مثل هذا التفكير سيؤدي الى طمس كل التعابير الثقافية لمصلحة الثقافة الأميركية. وهو أكد باستمرار ان كل ما هو على صلة بالثقافة من كتب ومخطوطات وأغانٍ وأفلام ليست سلعة في الأسواق مثل السلع الزراعية أو الصناعية أو التجارية إذ ينبغي احترامها لأنها وسيلة تعبير المجتمعات عن روحها. ومضى يقول، من هذا المنطلق فإن فرنسا والاتحاد الأوروبي يؤيدان التعدد الثقافي، ويقاومان الطروحات الأميركية التي تمتلك وسائل ضخمة وفي امكانها أن تهيمن. وكان شيراك أجرى في وقت سابق لقاءات مع رئيس فيتنام فان دوك ليونغ ورئيس الحكومة هان فان كاي والأمين العام للحزب الشيوعي نون دوك مان، تناولت سبل تعزيز التواجد الاقتصادي الفرنسي وخصوصاً الشركات المتوسطة والكبرى في فيتنام. ويشارك شيراك اليوم الجمعة في القمة الآسيوية - الأوروبية التي افتتحت مساء أمس، وتغيّب عنها الكثيرون من المسؤولين الأوروبيين مقدمين لذلك حججاً رسمية. لكن السبب الفعلي لهذا الغياب هو مقاطعتهم لرئيس بورما المشارك خلافاً لرأي الأوروبيين، بسبب استمرار حكومته في عدم احترام حقوق الإنسان. وتتركز أعمال القمة الآسيوية - الأوروبية المعقودة في هانوي على اعادة تنشيط الشراكة الأوروبية - الآسيوية وتوسيعها بحيث تشمل الأعضاء العشرة الجدد في الاتحاد الأوروبي، والعضوين الآسيويين الجديدين وهما لاوس وكمبوديا. ومن المرتقب أن تقر القمة بياناً ختامياً وآخر منفصلاً حول تعزيز الشراكة الاقتصادية وحوار الثقافات.