توقعت مصادر عسكرية باكستانية أن تدخل القوات الأميركية إلى مناطق القبائل الباكستانية عبر الأراضي الأفغانية المجاورة وذلك في اطار "خطة الربيع" للقبض على زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن والتي تحدث عنها البنتاغون اخيراً. ويتعين على القوات الأميركية المنتشرة في الجانب الأفغاني من الحدود تجاوز وعورة المنطقة القبلية الواسعة جغرافياً، اضافة الى عداء سكان تلك المنطقة لكل ما هو أجنبي وتعاطفهم مع "القاعدة" و"طالبان". واذا كانت "رخاوة" الحدود الأفغانية - الباكستانية التي تمتد 2200 كلم، تسهل للمقاتلين العبور الى افغانستان، فهي بالعكس، تشكل عائقاً للاميركيين. والمثال على ذلك، تقارير الاميركيين انفسهم عن نجاح بن لادن في العودة لزيارة مدينة خوست شرق أفغانستان بعد الحملة الاميركية عام 2001، اضافة الى حرية تحرك مقاتلي "طالبان" عبر الحدود، في حين اكتفت الولاياتالمتحدة خلال حملتها بشن غارات جوية، واضطرت الى الاستعانة بمقاتلين محليين لمحاصرة معقل بن لادن في تورا بورا. وبدل ان يشكل هؤلاء نواة جيش أفغاني موحد، تفرقوا بعدما قبضوا ثمن مشاركتهم وانصرفوا الى مصالحهم الخاصة. وكذلك تساور القيادة الاميركية شكوك في "تعاون ايران لمنع فرار المقاتلين المطاردين اليها" بحسبما قال احد المصادر في البنتاغون، علماً ان إيران قد لا تسمح بعبورهم، اضافة الى بعد المسافة بين المناطق القبلية الباكستانية المستهدفة والحدود الايرانية. ورأت مصادر تحدثت الى "الحياة" في إسلام آباد امس، انه يصعب على الاميركيين الدخول الى الاراضي القبلية عبر باكستان، ذلك ان انتشار ارتال اميركية في القواعد الجوية ومنها في الاراضي الباكستانية، يولد اضطرابات هناك، ويدفع الجماعات الإسلامية الى التراجع عن تحالفها الهش حالياً مع حكومة الرئيس برويز مشرف. ولا يخشى رجال القبائل تعرض المقاتلين الاصوليين للخطر، بقدر ما يخشون في الوقت نفسه ان تقضي الحملات الامنية على تجارات هي مصدر رزقهم الوحيد، مثل المخدرات والسلاح والعملات الأجنبية المزورة. ورأت مصادر اصولية رفيعة المستوى تحدثت إلى "الحياة" أن ما تخطط له واشنطن هو "هروب إلى الأمام، فالكل يعرف أن القوات الأميركية لم تتمكن من وضع حد للفوضى الأمنية الممتدة من جلال آباد الى كابول، وانتشار ثقافة العمليات الفدائية"، في حين "باتت واضحة سيطرة "القاعدة" و"طالبان" على اجزاء من ولايات عدة في المناطق الممتدة بين غزني وقندهار". ورأت المصادر نفسها انه "اذا كانت واشنطن جادة في مواجهتها المقاتلين المناهضين لها، فالاجدر بها ان تركز على عملياتها داخل الاراضي الأفغانية وألا تفتح جبهتين في وقت واحد".