ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان الارهابيين الذين نفذوا عمليات التفجير الثلاث في العاصمة السعودية ليل الاثنين - الثلثاء اعضاء في خلية تابعة لتنظيم "القاعدة" داهمتها الشرطة السعودية في 6 أيار مايو الجاري. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين ان الخلية شكلت بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة، ويتزعمها خالد الجهني. وكان مخبؤها يقع قرب المجمعات الثلاثة التي يسكنها اجانب وتعرضت للتفجيرات. وقالت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين يعتقدون ان الهجمات الثلاثة لم تكن معدة لتتزامن مع زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول للسعودية اول من أمس، لكنها مرتبطة بدهم الشرطة لمخبأ الخلية وحدوث تبادل لاطلاق النار في 6 أيار. وابلغ مسؤولون سعوديون الصحيفة انه تم العثور على تسع جثث متفحمة في موقع الانفجارات يعتقد بأنها جثث المهاجمين. ويتم حالياً مقارنة عينات من الحمض النووي الريبي دي ان ايه اخذت من الجثث مع عينات من اقاربهم. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي كبير لم تكشف اسمه ان الشرطة عثرت بعد دهم "موقع الارهابيين الذي كان يبعد بضع مئات من الامتار عن أحد المباني التي تعرضت للهجوم ... على 55 قنبلة يدوية و376 كلغ من المتفجرات وآلاف من احزمة الذخيرة". وقال المسؤولون السعوديون للصحيفة ان عدد اعضاء الخلية يراوح بين خمسين وستين عضواً، وشكلها الجهني وهو سعودي خرج من بلاده عندما كان يبلغ 18 عاماً من العمر. وقاتل الجهني في البوسنة والشيشان وعاد الى بلاده بعد الهجمات الاميركية على معقل "القاعدة" في جبال تورا بورا الافغانية في كانون الاول ديسمبر 2001. واضاف المسؤولون ان المجموعة حصلت على معظم اسلحتها بتهريبها عبر اليمن. ويعتقد المسؤولون بأن المئات من مقاتلي "القاعدة" طلب منهم الفرار من افغانستان الى بلادهم بعد الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدة على هذا البلد، وتخطيط هجمات على المصالح الاميركية واليهودية والغربية بشكل مستقل. واكد المسؤولون ان هجمات الاثنين تمت بناء على تلك الأوامر. ويدرج مكتب التحقيقات الفيديرالية الجهني على قائمة المشتبه في انتمائهم الى "القاعدة" منذ كانون الثاني يناير 2002 طبقاً للصحيفة. واوضح المسؤولون السعوديون ان تلك الخلية الارهابية خططت لتنفيذ العديد من الهجمات في السعودية العام الماضي، الا انه تم احباط كل تلك الخطط، بسبب الحراسة الامنية المشددة على الاهداف المطلوبة، أو بسبب افشاء اعضاء الخلية الذين قبض عليهم تلك الخطط. من جهتها قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس ان أجهزة الأمن الأميركية والسعودية عملت خلال الأسبوعين الأخيرين لمنع هجوم إرهابي في السعودية جرى التبليغ عنه من دون تحديد، والذي كان السبب وراء التحذير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية لمواطنيها في الأول من الشهر الجاري بتجنب السفر إلى منطقة الخليج. وأضافت أن سلطات الأمن السعودية أخذت أقصى درجات الحيطة والحذر وزادت من حراستها للأهداف المحتملة للهجوم، مشيرة إلى النجاح الذي حققته قوات الأمن السعودي في كشف مخبأ الأسلحة التابع للمجموعة الإرهابية الأسبوع الماضي واعلان مطاردتها لتسعة عشر مطلوباً بينهم علي الغامدي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى لم تكشف اسمه: "كانت لدينا مؤشرات أنهم يخططون لعمل ما، لكننا لم نعرف ماذا بالضبط". وقال مسؤول أميركي آخر إن المسؤولين الأميركيين والسعوديين "فعلوا كل ما في وسعهم لمنع الهجوم، لكن مواجهة شخص مصمم على الانتحار ليست مسألة سهلة". وأعرب مسؤول أميركي آخر عن اعتقاده بأن "القاعدة" تخطط لسلسلة من العمليات الإرهابية تستهدف الوجود الأميركي العسكري والديبلوماسي في منطقة الخليج، مشيراً إلى أنه تم إحباط إحدى هذه العمليات أخيراً في البحرين. وأضاف أن "القاعدة" على ما يبدو أصبحت تعتمد على فرق عمل جديدة لتنفيذ عملياتها، معترفاً أن العمليات العديدة التي شنت للقضاء عليها لم تنجح في هذه المهمة، وأن عدداً كبيراً من اتباعها ما زالوا مستعدين للقيام بعمليات شبيهة، على رغم الصعوبات التي تواجههم. وقال المسؤول أن التفجيرات الأخيرة في الرياض زادت من شكوك المسؤولين الأميركيين في شأن هوية منفذي عملية الخبر العام 1996 والتي قتل فيها 19 أميركيا، حيث أصبح هؤلاء المسؤولون أكثر ميلاً للاعتقاد بأن تنظيم "القاعدة" هو الذي يقف وراءها.