يتجه الاردن الى تخصيص شركتي "البوتاس" و"الفوسفات العربية" لادخال مستثمرين استراتيجيين اليه ضمن توجه الحكومة لاشراك القطاع الخاص في مشاريع عملاقة. أكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ان بلاده ملتزمة سياسة الاصلاح الاقتصادي التي تتبعها منذ اعوام واعطاء القطاع الخاص دوراً اكثر فعالية في التنمية الاقتصادية. وشدد على ان الحكومة مستمرة بنهج التخصيص وتعزيز التنافسية وفتح الابواب امام الاستثمارات الاجنبية وتأهيل الاقتصاد. واعتبر "ان هذه السياسة مستمرة وهي من اولويات الحكومة ولارجعة عنها". وقدر العاهل الاردني، الذي كان يتحدث امام "منتدى للاستثمار في الاردن" عُقد في دبي بحضور ولي عهدها وزير الدفاع الاماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "ان الاقتصاد الاردني حقق نتائج ايجابية العام الماضي وتمكن من تحقيق معدل نمو تجاوز قليلاً خمسة في المئة، في الوقت الذي زادت فيه الصادرات بنسبة خمسة في المئة وارتفعت احتياطات العملات الاجنبية الى 3.5 بليون دولار ما يغطي الواردات الاردنية لمدة تسعة شهور"، واشار الى ان احتياط العملات الاجنبية كان عام 1999 قرابة 700 مليون دولار. وشدد عبدالله الثاني على ان بلاده مصرة على تعزيز بنيتها الاستثمارية وقدرتها التنافسية، لافتا الى ان الحكومة تعكف الان على مراجعة القوانين والتشريعات وتطوير البنية الاساسية وتعزيز التفاعل بين القطاعين العام والخاص، والتركيز على التعليم والتقنية. واشار الى توجه الحكومة لاستثمار 500 مليون دولار في السنوات الخمس المقبلة لتطوير التعليم وربطه بالتقنية. وقال ولي عهد دبي ان دولة الامارات مستعدة لمد يد العون والمساعدة للاردن وباقى الدول العربية للمساهمة فى مسيرة التنمية الاقتصادية التي تنتهجها. وعلى رغم الاوضاع والمتغيرات التي تشهدها المنطقة على الصعيد السياسى فإن الامارات ستمضي قدما في تنفيذ مشاريعها وبرامجها التنموية. وكان وزير التخطيط الاردني باسم عوض الله اشار في المنتدى الى ان بلاده ستتأثر بشدة في حال القيام بعمل عسكري ضد العراق "كونها تعتمد بشكل اساسي على النفط العراقي ولان جزءاً كبيراً من صناعاتها الوطنية يتجه الى الاسواق العراقية". وقال: "ان حكومة الاردن تعمل ما بوسعها لتقليص هذه الأضرار في حال نشوب حرب" مشيرا الى انها بدأت باجراء اتصالات مع الولاياتالمتحدة واوروبا واليابان والدول المناحة لتخفيف الأعباء اذا حصلت الضربة العسكرية. وكشف وزير التخطيط الاردني ان الاردن يتجه الى تخصيص شركتي "البوتاس" و"الفوسفات العربية" لادخال مستثمرين استراتيجيين الى الاردن ضمن توجه الحكومة لادخال القطاع الخاص في مشاريع عملاقة على غرار خط انابيب الغاز من مصر الى الاردن وتطوير السكك الحديد ومشاريع اخرى "لم نكن نجرؤ على الاقتراب منها في السابق". وعرض الاردن على المستثمرين الاماراتيين مجموعة من المشاريع الاستثمارية الجديدة التي يمكن ان توفر فرصاً مجدية للقطاع الخاص من بينها مشروع تطوير منطقة العبدلي ومنطقة الزرقاء بعدما تم نقل معسكرات قوات الامن والجيش من المنطقتين، وتكليف مؤسسة استثمار الموارد الوطنية بتطويرهما. وقال اكرم ابو حمدان مدير المؤسسة انه تم بالفعل توقيع اتفاق استثماري مع "سعودي اوجيه" لتطوير منطقة العبدلي التي تمتد على مساحة قدرها 33 هيكتاراً وسط العاصمة. وأشار الى الى انه سيتم في الشهور المقبلة تأسيس شركة مساهمة مع مطور المشروع للبدء في البنية الاساسية قبل نهاية السنة. وسيضم المشروع عدداً من التسهيلات من بينها بناء مركز تسوق وآخر للمؤتمرات ومكاتب بالاضافة الى جامعة اميركية.