أعربت موسكو عن استيائها من عودة المجلس الأوروبي الى الحديث عن انتهاكات حقوق الانسان في الشيشان، وحمل الناطق باسم الكرملين بعنف على ما وصفه بأنه "محاولة لتأسيس محكمة جرائم الحرب" مماثلة للمحكمة الدولية التي أسست بعد الحرب في يوغوسلافيا السابقة. وكان رئيس بعثة المجلس الأوروبي لورد جاد انتقد "تصاعد وتيرة انتهاكات حقوق الانسان" خلال عمليات القوات الفيديرالية في الشيشان. وقال ان المجلس ينوي مناقشة هذه المسألة في اجتماعه المزمع عقده في نيسان ابريل المقبل، وسينظر في "الوسائل القانونية الكفيلة بملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات". وأثارت هذه التصريحات موجة استياء في موسكو، وحذّر ممثل الرئيس الروسي لشؤون حقوق الانسان فلاديمير كالامانوف من التمادي في ما وصفه بأنه "لعبة سياسية" يحاول المجلس الاوروبي ان يلعبها. وهاجم الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي لورد جاد بعنف، وقال ان تصريحاته "ليست موضوعية". وأضاف ان موسكو تفهم هذه التصريحات على أنها محاولة لتأسيس هيئة مماثلة لمحكمة جرائم الحرب التي أسست بعد الحرب في يوغوسلافيا. وقال: "أرجو ان يكون جاد أخطأ التعبير ... لأن موسكو لن تسمح لأحد بتخويفها". وشدّد على ان الشيشان ليست البوسنة أو كوسوفو ولكنها "قطعة من روسيا"، مشيراً الى فكرة إقامة محكمة دولية "لن تكون لها آفاق". ومن جهته أكد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان موسكو تتبع "سياسة منفتحة ومعلنة" في ما يتعلق بالوضع في الأراضي الشيشانية، مشيراً الى ان بلاده لم تمنع أي منظمة دولية من الوصول الى الشيشان والتحقق مما يجري فيها. وأعرب ايفانوف الذي يقوم حالياً بزيارة لألمانيا عن أمل بلاده في ان تؤدي هذه السياسة الى "تفهم أكبر من قبل الغرب لما يحدث في الجمهورية الشيشانية". ميدانياً واصلت موسكو عملياتها التي بدأتها أول من أمس في غروزني وضواحيها. وذكر ناطق باسم الداخلية الروسية ان الشرطة اعتقلت عشرات الاشخاص "لتورطهم في العمليات القتالية". ونقلت وكالة "ايتارتاس" الرسمية عن ناطق باسم هيئة الأمن الفيديرالي في الجمهورية الشيشانية ان الأجهزة الأمنية كشفت عن عمليات تدريب تهدف الى اعداد "مجموعات من الانتحاريين". وقال المصدر ان اعترافات بعض المعتقلين تشير الى عمليات تجرى لاعداد مجموعات من "القنابل البشرية" ستستخدم لتنفيذ عمليات انتحارية في مناطق مختلفة من الشيشان. ونفّذ المقاتلون الشيشان هجمات عدة على مواقع روسية. وأعلن ناطق روسي ان عشرة عسكريين على الأقل جرحوا في حوادث تفجير وقعت في مناطق فيدينو وشالي، فيما أحبطت الأجهزة الأمنية محاولة تفجير استهدفت مطاراً عسكرياً في منطقة خان قلعة الذي تنطلق منه المروحيات ويخضع لاجراءات صارمة. وذكر الناطق ان القوات الروسية قتلت ستة من المقاتلين الشيشان في حوادث متفرقة.