بيروت - "الحياة" - وعد رئىس المجلس النيابي نبيه بري خلال لقائه أمس وفداً من قيادة الاتحاد العمالي العام برئاسة غسان غصن، ب"القيام بمبادرة في اتجاه تلبية مطالب الاتحاد". وقال غصن: "بقدر ما تحقق تلك المطالب بقدر ما يتراجع الاضراب" المقرر في 28 شباط فبراير الجاري. وأوضح ان الوفد اطلع بري على أجواء التحرك والمطالب العمالية، خصوصاً ان "الاجراءات الضريبية أكلت رواتبنا وأصبحنا عاجزين ضمن الحد الأدنى الذي تعيش فيه الناس"، مشيراً الى ان "الاتحاد العمالي يطرح المطالب منذ مدة طويلة، وبالتالي اذا كانت هناك جدية في المعالجة، فعلى الحكومة ان تبادر فوراً الى تصحيح الأجور في شكل مناسب". وعن كلام رئىس جمعية الصناعيين جاك صراف رفض مبدأ اقرار الحقوق، قال: "ان حق الناس تقرره الدولة، التي اذا ارادت ان تمارس دور الرعاية تقر المرسوم اللازم لتصحيح الأجور وعلى الجميع ان يلتزم به والا فانهم يتجهون الى العصيان"، معتبراً ان "الدولة تعرف كيف تفرض القرار على من يعصي قراراتها". وأمل نائب رئىس مجلس الوزراء عصام فارس بأن ينتهي الحوار الحكومي - العمالي الى "نتائج توفق بين تلبية مطالب العمال المحقة وبين الوضع الصعب الذي تعانيه خزينة الدولة". وقال: "علينا ألا ننتظر تلويح النقابات بالاضراب لنتصدى للأزمة الحياتية والمعيشية الصعبة، فهذا الوضع يجب ان يكون هماً حكومياً مستمراً من خلال خطة واضحة". وشدد على "ضرورة تفعيل دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي في مجتمعنا". وكان غصن اعتبر ان الحوار مع الحكومة ينطلق من منحى ايجابي، خصوصاً ان التفاوض له علاقة بالشأنين المعيشي والاجتماعي للعمال والأجراء بعد تطبيق الضريبة على القيمة المضافة. وقال ان الاجتماع الذي عقد مع رئيس الحكومة رفيق الحريري ركز على ضرورة تصحيح الأجور التي لم تعد تلبي الحاجات، وأضاف في تصريح له امس "ان تصحيح الأجور المجمدة منذ العام 1996 يعيد الاتزان الى السوق والقدرة الشرائية للمواطن". في المقابل، حذر رئىس "الاتحاد الوطني للعمال والمستخدمين" في لبنان طانيوس اندراوس قيادة الاتحاد العمالي من "الوقوع في فخ الالتفاف على التحرك العمالي بقطع المزيد من الوعود"، مؤكداً التزام "الاتحاد" بالاضراب والتظاهر. وقال "لا يمكن ان نرضى بالوعود بل نريد قرارات". لقاء باتل وكان بري التقى السفير الأميركي في لبنان فنسنت باتل الذي لم يدل بأي تصريح عقب اللقاء. وأبرق بري الى الرئىس المصري حسني مبارك، والى رئيس مجلس الشعب المصري أحمد فتحي سرور، معزياً بضحايا كارثة القطار.