الخرطوم، القاهرة، أسمرا - "الحياة" - دعا الرئيس السوداني عمر البشير الدول العربية الى التزام الحذر في تقديم المال والسلاح الى المعارضة السودانية واريتريا، متهما اسمرا بخدمة المصالح الاسرائيلية، عبر دعمها هجوم المتمردين في شرق السودان. وفي غضون ذلك، دعا الرئيس الاريتري اساياس افورقي الى عقد قمة لدول "تجمع الساحل والصحراء" للبحث في الخلاف بين الخرطوم واسمرا. راجع ص 7 وبذل رئيس "التجمع الديموقراطي" المعارض زعيم الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني جهودا في القاهرة من أجل وقف القتال في شرق البلاد الذي يعد منطقة نفوذه التقليدي. وأكد عقب اجتماعه مع وزير الخارجية المصري أحمد ماهر امس أن "من غير المقبول أن تتكلم الأطراف السودانية عن السلام وتتقاتل في الوقت ذاته". وابرق أحمد الميرغني، شقيق محمد عثمان ونائبه في رئاسة الحزب الاتحادي، الى الرئيس البشير مهنئا باسترداد مدينة توريت وداعيا المواطنين الى دعم الجيش السوداني، في خطوة ينتظر أن تزيد حدة الخلاف داخل الحزب الذي يقاتل مؤيدوه الى جانب أحزاب التجمع الاخرى في الشرق. وأكد البشير أن الوفد الحكومي سيتوجه الى نيروبي لتوقيع اتفاق هدنة مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" تسري في جنوب البلاد، ولا تشمل الجبهة الشرقية. وشدد على ان الجيش "سيستعيد كيويتا في شرق الاستوائية ومريدي في غربها قبل استئناف المحادثات". واكد ان العمليات ستستمر في الشرق لاستعادة مدينة همشكوريب خلال أيام، وابعاد المعارضة من الشريط الحدودي مع اريتريا. وحمل البشير بشدة على النظام الاريتري، واتهم اسرائيل بتحريض الرئيس اساياس افورقي ضد بلاده. وقال ان "ما يحدث في حدودنا الشرقية ومحيط البحر الأحمر يأتي تحقيقاً لرغبات العدو الصهيوني، لكن منطق السلام سيظل الأقوى ومسيرته لن توقفها مغامرات الفاشلين"، محذراً العالم العربي من "تقديم المال والسلاح لأمثال هؤلاء لأن الأمة ستطعن به في ظهرها".