كابول، اسلام اباد - رويترز - بدأت الاستخبارات التابعة لحركة "طالبان" استجواب صحافية بريطانية اعتقلت قرب جلال اباد اول من امس، فيما أرجئت محاكمة ثمانية من عمال الاغاثة الغربيين في كابول بتهمة التبشير بالدين المسيحي الى اليوم، بعد وصول هيئة الدفاع عنهم الى العاصمة الافغانية. واعلنت لندن انها تجري اتصالات مع "طالبان" من اجل مناقشة هذه المسألة. وقال نور محمد ثاقب كبير القضاة في افغانستان ان معاودة المحاكمة تأجلت الى اليوم، بعدما اتخذت الاجراءات لعقد الجلسة الثانية من المحاكمة امس مع وصول محامي الدفاع من باكستان الى كابول. وقال ثاقب: "نحن نتابع القضية، ويمكن ان يدافع المحتجزون عن انفسهم اذا أرادوا، او ان يقوم محام بالدفاع عنهم امام المحكمة". واعلن محامي الدفاع عاطف علي الذي التقى المحتجزين امس في سجنهم، برفقة زميله بسم-الله خان، ان المحاكمة تعاود في العاشرة صباح اليوم بالتوقيت المحلي في حضور المتهمين. واكد ان الحتجزين "في حال صحية جيدة ومعنوياتهم مرتفعة. وكانوا مسرورين للغاية لاننا قابلناهم"، موضحا انه حصل على تاكيد السلطات القضائية بالسماح له بتمثيل موكليه امام المحكمة. واعتبر قنصل استراليا في باكستان الاستار ادامس من جهته ان محاكمة الاجانب الثمانية اقتربت من نهايتها. وقال لوكالة "فرانس برس": "اعتقد باننا اقتربنا جدا من صدور الحكم"، موضحا ان السجناء يعاملون معاملة حسنة على حد علمه. ودعا رئيس البعثة الخاصة للامم المتحدة في افغانستان "طالبان" الى الافراج سريعا عن موظفي المنظمات الانسانية، ومنهم الاجانب الثمانية، والصحافية البريطانية. وقال فرنسسك فندرل، وهوالممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة كوفي انان لوكالة "فرانس برس": "من مصلحة طالبان ان تبدي تعاونا" في الوقت الراهن، متوقعا الافراج "سريعا جدا" عن الصحافية. وعن موظفي الاغاثة، قال انه "من المهم جدا" ان يسرع نظام "طالبان" العملية القضائية و"يضع حدا نهائيا" لهذا الملف. وجدد دعوته الى "الرافة" في حال اصدار ادانة، آملا بان تقوم "طالبان"، في ختام المحاكمة ب"طرد" الاجانب الثمانية. واضاف: "اننا قلق جدا على مصير الافغان المعتقلين في هذه القضية مع الاجانب اذ لا بلد يهتم بهم وقد يواجهون عقوبة الاعدام". واعتقلت "طالبان" اميركيين واستراليين واربعة المان يعملون في منظمة الاغاثة الالمانية "شلتر ناو انترناشيونال" منذ الخامس من آب اغسطس الى جانب 16 من موظفيها المحليين بتهمة التبشير بالمسيحية. وظهر المتهمون للمرة الاولى في جلسة علنية للمحكمة في وقت سابق من هذا الشهر ونفوا التهمة المنسوبة اليهم. لكن "طالبان" تؤكد ان لديها ادلة كافية على قيام المتهمين بنشاطات تبشيرية الا انها لم توضح العقوبة في حال الادانة. وفي الاسبوع الماضي نقلت "طالبان" العمال الاجانب الى مكان اكثر امناً خشية شن الولاياتالمتحدة هجمات اثر رفض الحركة تسليم اسامة ابن لادن الذي تتهمه واشنطن بشن الهجمات على مركز التجارة العالمي والبنتاغون. في موازاة ذلك، بثت "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية ان "طالبان" بدأت تستجوب صحافية بريطانية من صحيفة "صنداي اكسبرس" اعتقلت قرب مدينة جلال اباد الشرقية. وكانت ايفون ريدلي 41 عاماً ترتدي الزي الاسلامي الافغاني التقليدي للنساء عندما اعتقلت مع المرشدين اللذين كانا معها في منطقة داور بابا على حوالي 60 كيلومتراً من جلال اباد و15 كيلومتراً من الحدود الباكستانية. ونقلت الوكالة عن مسؤول في جلال اباد ان الصحافية لم تكن تحمل جواز سفر ودخلت البلاد بشكل غير مشروع. واضافت انه جرى تسليمها الى مسؤولي الاستخبارات لاستجوابها، مؤكدة "ستجري معاملتها وفقاً لقوانين بلادنا". وكانت "طالبان" طلبت من كل الاجانب مغادرة البلاد، مشددة على انها لن تصدر اي تأشيرات للصحافيين. وقالت الخارجية البريطانية انها اتصلت بحركة "طالبان" للسؤال عن الصحافية المعتقلة. وصرحت الناطقة باسم الوزارة: "باننا على اتصال بطالبان لمناقشة الامر ونشعر بقلق بالغ عليها ونسعى الى متابعة هذا الامر بالقدر الاكبر من الاهتمام والحماس. اننا نسأل عن حال الصحافية ايفون وعن التهم التي قد توجه لها ونحث من يحتجزون ايفون على معاملتها بشكل جيد وحل هذه المشكلة بسرعة". ولم تذكر الناطقة اي تفاصيل عن طبيعة الاتصال ب"طالبان".