لندن تعلن انفجار قنبلة في سفارتها ... وصنعاء تؤكد انه انفجار مولد كهربائي . عدد قتلى المارينز يرتفع الى 17 واليمن لا يعتبر انفجار المدمرة الأميركية مدبراً

تمسّكت السلطات اليمنية أمس بروايتها التي تستبعد ان يكون التفجير الذي استهدف المدمّرة الأميركية "كول" في ميناء عدن "مدبّراً". وفي حين ارتفع عدد قتلى هذا الحادث الى 17 عسكرياً من المارينز، تعرّضت السفارة البريطانية في صنعاء لانفجار قالت لندن انه ناجم عن اعتداء بقنبلة. لكن وزارة الداخلية اليمنية قالت انه نجم عن انفجار مولّد كهربائي داخل سور السفارة.
كرر قائد القاعدة البحرية في عدن العميد محمد علي ابراهيم أمس الرواية الرسمية لملابسات انفجار المدمّرة الأميركية "كول" في ميناء عدن والتي تقول ان الحادث لم يكن عملية إرهابية.
وقال المسؤول العسكري في تصريحات الى الصحافيين ان "من المعاينة الأولية للآثار وحجم الدمار الكبير الذي احدثه الانفجار في المدمرة والمحيط المجاور لها من المساكن والمنشآت، يتضح ان الانفجار الذي حدث في منظومة التموين في المدمرة لم يكن بفعل فاعل. وانما قد يكون، على الارجح، نتيجة خلل فني حصل داخل المدمرة". واضاف ان الحجم الكبير للفجوة التي احدثها الانفجار "يكشف ان من المستبعد ان يكون ذلك نتيجة تفجير عبوة ناسفة مهما كان حجمها وقوتها التدميرية".
وكان مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية قالوا اول من أمس انهم يشكون في ان حادث تفجير المدمّرة الحديثة كان "عملية انتحارية" نفّذها شخصان كانا على متن زورق مطاطي يساعد المدمّرة على التزوّد بالوقود في ميناء عدن. وكانت المدمرة في طريقها الى الخليج للمشاركة في القوات الدولية التي تُطبّق العقوبات على العراق. وارتفع عدد ضحايا الحادث الى سبعة في حين لا يزال 10 من المارينز في عداد المفقودين. لكن يبدو ان لا أمل في العثور عليهم أحياء".
وأفادت "وكالة الأنباء القطرية" ان الرئيس علي عبدالله صالح زار أمس القاعدة البحرية في عدن واستمع الى تقرير عن الاجراءات التي اتُخذت لتقديم
المساعدة اللازمة في اعمال الاسعافات والتحقيقات الجارية لكشف ملابسات الانفجار في المدمّرة. وطالب الرئيس اليمني الذي رافقه عبدالقادر باجمال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وعبدالله حسين البشيرى الأمين العام للرئاسة، المسؤولين في القاعدة ب "التعاون التام" مع الأميركيين وتقديم "التسهيلات اللازمة لفريق التحقيق المشترك" اليمني - الاميركي لكشف ملابسات الحادث.
واستقبل الرئيس اليمني أمس في عدن الجنرال تشارلز مور قائد الاسطول الأميركي الخامس في البحرين والذي تفقّد أيضاً المدمرة كول وجرحى المارينز 35 جريحاً نُقل 11 منهم الى مستشفى فرنسي في جيبوتي. كذلك استقبل الرئيس اليمني سفيرة الولايات المتحدة باربرا بودين.
وعلمت "الحياة" ان ضباطاً يمنيين أجروا تحقيقات واسعة في عدن أمس بهدف تحديد هوية القائمين بالهجوم في حال تأكد انه كان مُدبّراً. كذلك أُفيد ان المحققين الأميركيين الذين وصلوا الى ميناء عدن فرضوا حصاراً على منطقة الحادث ومنعوا المحققين اليمنيين من دخول المدمّرة.
وقالت ناطقة باسم البحرية الاميركية جينسين سومر لوكالة "رويترز" ان نحو 35 شخصاً أصيبوا في حادث المدمرة. وأضافت ان قائمة الضحايا "وصلت حتى الآن الى سبعة أشخاص. وما زلنا نبحث عن 10 بحارة آخرين مفقودين ولكن يعتقد بأنهم قد يكونوا توفوا".
وأفادت وكالة "فرانس برس" من جيبوتي ان قائد القوات الفرنسية الجنرال في سلاح البحرية الان ديفيلار قال ان الجرحى المارينز الذين استقبلهم مستشفى بوفار في جيبوتي "اجري لهم كل ما يلزم ليتحملوا مشقة نقلهم على متن طائرة اميركية حتى قاعدة رامشتاين" في المانيا. وستة من هؤلاء الجرحى في حال الخطر وواحد منهم على الأقل لا يمكن نقله بالطائرة الى ألمانيا.
السفارة البريطانية
في موازاة ذلك، قال مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية أمس لوكالة "سبأ" ان الانفجار الذي هز السفارة البريطانية في صنعاء نتج عن انفجار مولد كهرباء، علماً ان وزير الخارجية البريطاني روبن كوك كان أعلن صباحاً رويترز ان قنبلة القيت على السفارة البريطانية محدثة انفجاراً مدوياً لكن لم تقع خسائر في الارواح. وقال ان القنبلة سقطت "لسوء الحظ" على مولّد كهربائي ففجّرته وأحدثت حريقاً. واعرب عن مخاوفه من تصاعد "النشاطات الارهابية"، لافتاً الى أن الديبلوماسيين البريطانيين في صنعاء في حال تأهب منذ فترة بسبب وقوع عدد من "الحوادث الارهابية" في المنطقة.
لكن وكالة الانباء اليمنية نقلت عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية ان ما حدث نجم عن انفجار في مولد الكهرباء. وقال ان مسؤولي السفارة البريطانية رفضوا مشاركة اليمنيين في التحقيق في ملابسات الانفجار في انتظار وصول فريق من مُحققي اسكتلنديارد الى صنعاء.
ونقلت وكالة "يونايتدبرس انترناشونال" من لندن عن مسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية ترجيحهم ان الانفجار في مبنى سفارتهم في العاصمة اليمنية كان ناجماً عن "هجوم ارهابي". وقالت ناطقة باسم الخارجية: "نعتقد بأن الانفجار هجوم ارهابي وان تحقيقاً يجري الآن".
وقال مسؤولون بريطانيون ان فريقاً من المحققين سيتوجه من لندن الى صنعاء للمشاركة في التحريات التي بدأت في السفارة.
وفي واشنطن رويترز قال الرئيس بيل كلينتون أول من أمس في تعليقه على تفجير المدمرة "كول": "اذا كان هذا عملاً ارهابياً، كما يبدو الآن، فهو عمل خسيس يتسم بالجبن. وسنعرف المسؤولين عنه ونحاسبهم". واضاف: "اذا كان قصدهم هو ردعنا عن القيام برسالتنا للنهوض بالسلام والامن في الشرق الاوسط فسيخيب مسعاهم تماماً".
وقطع ريتشارد دانزغ، وزير البحرية الاميركية الذي وصل الي الصين الخميس في زيارة تستغرق أسبوعاً، زيارته وعاد الى واشنطن.
وقال جون وارنر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان مجموعة ذات تاريخ موثق من الانشطة "الارهابية" ربما يكون لها صلة بأسامة بن لادن اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم. واضاف: "جماعة ارهابية معروفة في اليمن تحاول الان اعلان مسؤوليتها". ولم يحدد اسم هذه الجماعة لكنه قال ان وزارة الدفاع الاميركية "تحاول تقييم جدية هذا الاعلان".