اجرى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني امس محادثات مع وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الذي يقوم بجولة في المنطقة في إطار إعادة تفعيل الدور الاوروبي في عملية السلام. وقالت مصادر رسمية إن الملك عبدالله اكد خلال اللقاء اهمية التقدم الذي احرز على عملية السلام اخيرا، وبخاصة على المسارين السوري والفلسطيني، مشيرا الى ان هذا التقدم "بحاجة الى دعم متواصل من قبل جميع الاطراف المعنية للوصول بعملية السلام الى نهايتها ونتائجها المأمولة. كما اكد العاهل الاردني ان القضية الفلسطينية "هي جوهر الصراع في المنطقة" وان عودة الحقوق الفلسطينية المشروعة، وتلبية طموحات ابناء الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني "هي عنوان السلام الشامل والعادل والدائم الذي نتطلع اليه وندافع من اجله والذي سيمكن دول المنطقة من تحقيق التنمية والرخاء لشعوبها". واعرب الملك عن تقديره لموقف بريطانيا المساند للأردن في مختلف المجالات، وبخاصة تقديم المساعدات الاقتصادية وتلبية احتياجات القوات المسلحة من الاسلحة الدفاعية". من جانبه، اطلع كوك العاهل الاردني على ما تقوم به بريطانيا من جهود لتقريب وجهات النظر بين الاطراف المعنية للتوصل الى السلام في المنطقة. وكان وزير الخارجية البريطاني التقى رئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة ووزير الخارجية عبدالإله الخطيب. وقال كوك في تصريحات صحافية إن بلاده لعبت دورا في محاولة معرفة الشروط التي تضعها سورية لإستئناف المفاوضات مع اسرائيل، معربا عن امله في ان تتكلل هذه المحادثات بالنجاح، وعن اسفه للتأخير الحاصل حالياً. وقال: "نحن نعلم ان الطرفين ما زالا على اتصال مع الولاياتالمتحدة، ونأمل ان تتم المحادثات بشكل مباشر قريبا". وفي ما يتعلق بالمحادثات على المسار الفلسطيني، قال كوك "اننا نتطلع للوصول الى اتفاق اطار، ونحن نعلم ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيشترك قريبا في المحادثات، وسأقابله بنفسي شخصيا يوم الاثنين المقبل". واضاف ان ما يقوده الى الحديث عما سيحدث عندما يتم التوصل الى سلام بعد الوصول الى مرحلة ما بعد الصراع هو انه سيتوافر المجال لمناقشة العديد من القضايا المهمة مثل ايجاد حل لمستقبل اللاجئين وحل قضايا المياه في المنطقة والتأكد من استغلال السلام لتعزيز التجارة والتنمية الاقتصادية في المنطقة، ليشعر سكان المنطقة بثمار السلام التي نحرص على الوصول اليها".