حتى اليوم السابع من بدء المنافسات على نيل الميداليات في مسابقات الدورة الرياضية العربية التاسعة لم تكن الرياضة العراقية قد حققت غير ميدالية برونزية واحدة في الوثبة الثلاثية، فيما كانت الهزائم تتوالى لفرق الرياضات الجماعية كرة السلة والطائرة واليد وحتى كرة القدم. فبعد فوز يتيم على البحرين ذاقت الكرة العراقية هزيمة على يد الفريق الليبي الرشيق بهدفين نظيفين. وفيما حاول معلقون رياضيون أردنيون تبرير الاخفاقات العراقية حتى في منافسات شمل عادة حضوراً عراقياً قوياً كما في الملاكمة ورفع الاثقال والمنضدة، بأنها ناتجة عن "قلة الاحتكاك" وغياب المشاركة العراقية عن المنافسات العربية منذ آب اغسطس عام 1990 اثر غزو العراق لدولة الكويت، التزم المعلقون والصحافيون الرياضيون العراقيون المرافقون لوفد بلادهم الضخم 400 رياضي الصمت فيما كانت نظرات الدهشة والشرود والحيرة التي ترسمها عيونهم تكشف عن مخاوفهم مما سينتظر الوفد بعد عودته الى بغداد من "مساءلة" يتولاها رئيس اللجنة الأولمبية عدي صدام حسين. وكان شرار حيدر احد اركان خط الدفاع في المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم كشف بعد هروبه خارج العراق عن اوامر يصدرها النجل الاكبر للرئيس العراقي من خلال رئاسته للجنة الأولمبية العراقية والاتحاد العراقي لكرة القدم وتنص على "عقاب منظم" للاعبي المنتخب بعد كل "هزيمة" يتعرض لها في مباريات ودية او رسمية ضمن منافسات عربية او قارية او عالمية. ونقلت صحيفة "الصانداي تايمز" عن شرار حيدر، الاسبوع الماضي تفاصيل عن تعرضه واعضاء المنتخب لصنوف من التعذيب. صحافي رياضي عراقي رفض الافصاح عن اسمه اعتبر ان انتكاسات الرياضة العراقية تجاوزت توقعات المتشائمين من اداريي الفرق العراقية ولاعبيها ونقل بأسى: "حين كان الفريق العراقي لكرة السلة يخسر عام 1966 بفارق سبع نقاط امام الفريق الاميركي في نهائي بطولة العالم العسكرية التي استضافتها بغداد لم تكن الدولة التي يخسر امامها العراق وبفارق كبير من النقاط عام 1999 قد ظهرت بعد"!! ومع تنفس لاعبين في "الكمال الجسماني" و"الكيك بوكسنج" الصعداء بعد تحقيقهم بعض الميداليات الا ان لاعبين في كرة السلة والطائرة واليد ورفع الاثقال يشعرون بايقاع بطيء للأيام التي فصلت بين خروجهم من المنافسة وبين "صدور الأوامر" باعادتهم سريعاً الى بغداد فيما نقل عنهم صحافيون رياضيون عرب انهم كانوا يشيرون الى جلودهم المتيبسة وملامحهم الشاحبة متسائلين: "من اين لنا ان نحقق الفوز ونحن لا نستطيع ان نأكل مثل الأوادم؟". ويشير استاذ عراقي للتربية الرياضية يعمل في احدى الجامعات الليبية وصادف وجوده لقضاء العطلة ولقاء الاهل في عمّان مع فعاليات الألعاب الرياضية العربية التي أبعد العراق عن دورتيها السابعة في سورية 1993 ولبنان 1997" "الرياضيون ليسوا استثناءً فحين يصبح شعب بأكمله جائعاً ومتعطشاً للحياة لا تطلب من رياضييه ان يحققوا ما يعادل النشوة في تلك الحياة فالرياضيون مخذولون ومهزومون طالما وطنهم كذلك".