أكدت مصادر عسكرية في موسكو ان قرار دخول القوات الروسية الى كوسوفو صدر "بموافقة جهات عليا" بعد تلقي معلومات ان الحلف الاطلسي يسعى الى منع الروس من المرابطة في بريشتينا. وعقد نائب وزير الخارحية الاميركي ستروب تالبوت اجتماعاً استمر 12 ساعة مع وزيري الدفاع والخارجية الروسيين لاحتواء الازمة الجديدة. وفيما اكد وزير الخارجية الروسي ان دخول الكتيبة الى بريشتينا كان خطأ، اعلنت وزارة الدفاع ان الامر كان مُخططاً له، ورفضت طلباً اميركياً بسحب الجنود. وعقد الرئيس بوريس يلتسن امس السبت اجتماعاً حضره رئيس الوزراء سيرغي ستيباشين ووزير الدفاع ايغور سيرغييف ووزير الخارجية ايغور ايفانوف. ورداً على سؤال هل تم تحريك 200 مظلي و40 قطعة مدرعة الى بريشتينا بموافقة يلتسن اكتفى الناطق باسم الكرملين دميتري ياكوشكين بالاشارة الى ان "روسيا ستشارك في جميع العمليات المنصوص علىها في قرار مجلس الامن". تصريحات متضاربة ولم يصدر اي تأكيد رسمي لتصريح ادلى به ايفانوف الى تلفزيون "CNN" اعرب فيه عن "الاسف" وقال ان اوامر صدرت بسحب القوات فوراً. الا ان وكالات الانباء الروسية نقلت عن وزارة الدفاع ان القرار صدر "بعلم من جهات عليا" واكدت الوزارة ان هناك قوات اخرى جاهزة للانطلاق من ثلاثة مطارات روسية على متن طائرات نقل ضخمة من طراز "ايليوشين 76" الا ان هنغاريا رفضت فتح ممر جوي لها. وابلغ مصدر عسكري وكالة "انترفاكس" ان موسكو عجلت في ارسال القوات الى كوسوفو بعد حصولها على معلومات ان الحلف الاطلسي ينوي التسويف في المفاوضات المتعلقة بنشر الوحدات الروسية بغية ادخال قواته ووضع روسيا امام الامر الواقع. واضاف المصدر "لو لم ندخل الى بريشتينا امس لما سمح لنا بالدخول ابداً". قرار مسبق وثمة قرائن عدة على ان القرار أُعدَّ سلفاً، اذ ان الآليات الروسية التي تحركت من البوسنة كُتب عليها "كي فور" وهو الاسم الرمزي لعملية حفظ السلام في كوسوفو، وكان في استقبالها في عاصمة الاقليم خمسة وزراء من الحكومة اليوغوسلافية. ورافق الرتل الجنرال فيكتور زافارزين ممثل روسيا في الاطلسي الذي نقل الى بلغراد فور بدء الغارات. وفي محاولة لاحتواء المضاعفات المحتملة اجرى تالبوت الذي عاد الى موسكو من بروكسيل استمرت من السادسة مساء حتى السادسة صباحاً. وعلمت "الحياة" ان تالبوت اصرّ على ان تصدر موسكو موقفاً رسمياً يعتبر ادخال القوات "خطأ"، وكحلّ وسط جرى اتصال هاتفي بين الوزير الروسي و"CNN". الا ان تصريحات ايفانوف التي لم تدعم بموقف رسمي من الكرملين لم تكن مرضية للاطلسي. وذكرت وكالة "انتر فاكس" ان الحلف درس سيناريوهات للرد على موسكو منها تحريك قطعات من مقدونيا نحو بريشتينا ولكن المضاعفات الخطيرة التي يمكن ان تترتب على احتكاك مباشر دفعت الجانبين الى الموافقة على عقد لقاء عاجل على الحدود بين مقدونيا وكوسوفو بين جنرالات روس واميركيين. والى جانب ذلك تدرس الجوانب السياسية للأزمة في المفاوضات التي استؤنفت مساء السبت بين تالبوت وايفانوف الذي ألغى زيارات الى منطقة البلقان كان مقرراً ان تبدأ صباح امس وآثر البقاء في موسكو بسبب خطورة الوضع.