رحبت موسكو بقرار بلغراد وقف العمليات العسكرية في كوسوفو. ووجه الرئيس الروسي بوريس يلتسن رسائل عاجلة الى قادة الدول الصناعية الكبرى طلب فيها "عدم رفض المبادرة اليوغوسلافية فوراً" وسحب ملف كوسوفو من العسكر وتسليمه الى الديبلوماسيين. في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف ان بلاده ستوقف عملية تقليص قواتها المسلحة في ضوء احداث البلقان. وأشار يلتسن في رسائله الى قادة الولاياتالمتحدة وبريطانيا والمانيا وفرنسا وايطاليا وكندا واليابان، الى ان الوضع في يوغوسلافيا "يغدو يوماً بعد يوم اكثر مأسوية وخطراً". ودعا الى اجراءات عاجلة "للعودة بالأحداث الى المجرى السياسي". وشدد الرئيس الروسي على ان المبادرة اليوغوسلافية "لم تتضمن شروطاً مسبقة". ودعا الى النظر فيها "من دون انحياز مسبق" ونقل معالجة مشكلة كوسوفو من الجنرالات الى الديبلوماسيين. ووصف وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الاقتراحات اليوغوسلافية بأنها "فرصة لا تجوز اضاعتها لتحقيق سلام طال انتظاره". واعتبرها دليلاً على "حسن النية". وذكر ان بلدان الأطلسي لم ترفض المبادئ بشكل واضح لكنها لم توافق عليها. واضاف ان موسكو "كانت مستعدة لمثل هذا الرد". ووصف ايفانوف مبادرة بلغراد بأنها "متماشية" مع اقتراحات روسية تهدف الى وقف القتال. وشددت موسكو على ضرورة الحوار بين بلغراد و"القيادة السياسية" لالبان كوسوفو وذلك في محاولة واضحة لاستبعاد "جيش التحرير" عن المفاوضات أو تهميش دوره فيها. وتسعى روسيا الى تفعيل دور ابراهيم روغوفا، لكن ايفانوف ذكر ان وصول الزعيم الالباني الى موسكو "غير وارد حالياً". الى ذلك، أكد وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان أحداث البلقان قد تدفع موسكو الى اعادة النظر في خطة تقليص قواتها المسلحة. وقال: "اعتقد ان تعداد الجيش سيبقى على مستواه الحالي" أي في حدود 2.1 مليون عنصر. وذكر الوزير ان ابرام معاهدة "ستارتپ- 2" لتقليص الأسلحة الاستراتيجية، أصبح "مسألة موضع خلاف" في ظل التوجهات الجديدة لحلف الأطلسي، الذي يهدف الى "استخدام القوة من دون العودة الى مجلس الأمن". على صعيد آخر، أعدت وزارة حماية البيئة في روسيا تقريراً أكدت فيه ان الغارات على يوغوسلافيا "تهدد بكارثة بيئية" تشمل القارة الاوروبية كلها. وأكدت الوزارة ان القصف طال مركز فيتشا لحفظ النفايات الخطيرة ومجمع انتاج الكلور في باريتشا ومستودع الوقود الصاروخي في ستريمتشيتسا وغيرها من المواقع الحساسة.