سعى زعيم القوميين الاتراك الى تحسين صورة حزبه بعد صعوده المفاجىء في الانتخابات داعياً الى "احتضان" الجنوب الشرقي المضطرب واعادة النظر في المحاولة الفاشلة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. تتركز الانظار في تركيا منذ ظهور نتائج الانتخابات النيابية على الرابح الاكبر فيها زعيم حزب الحركة القومية دولت باغجلي. وبقدر ما يعني فوزه تحوله الى المركز الجديد لليمين في تركيا، بقدر ما تترقب معظم الأوساط بحذر شديد ما سيفعله الحزب في حال دخوله شريكاً في حكومة يرأسها رئيس حزب اليسار الديموقراطي بولند اجاويد. ولا يستبعد البعض حصول مفاجأة اخرى تضع باغجلي على رأس حكومة يمينية يستبعد منها اجاويد. وتعددت تصريحات زعيم "الذئاب الرمادية" حول مختلف الموضوعات في الساعات الاخيرة بصورة بدأت تعكس جانباً من رؤيته السياسية والاقتصادية والخارجية. وحول احتمال ترؤسه الحكومة، قال باغجلي: "يجب ترك الاعراف تأخذ مجراها. والدور الاول من حق اجاويد بصفته زعيم الحزب الاكبر". وأكد باغجلي ان لا موقف مسبقاً عنده من أي حزب. وهو لا يحكم على كونها يمينية او يسارية بل يقيّمها ديموقراطياً. وفي محاولة لعكس صورة الشخصية "النظيفة والمستقيمة" التي بدأ يظهر بها امام الرأي العام، أبدى معارضة سياسة الاستقطابات والجبهات التي حكمت تركيا في السبعينات. وقال: "يجب ان نبحث جيداً في تاريخنا السياسي خلال الاعوام الثلاثين الماضية". ونفى اي ارتباط لحزبه بالمافيا واعتبر الكلام عن ذلك "افتراءات ظالمة". ووعد بالسعي الى كشف حقيقة حادثة "صوصورلف" التي حصلت قبل عامين ونصف واظهرت علاقة المافيا بأوساط سياسية وأمنية. وعن اعتقال عبدالله اوجلان ومحاكمته، قال باغجلي الذي يعتبر حزبه العدو الاول لحزب العمال الكردستاني، ان التعاطي مع هذا الموضوع يتطلب الدقة. واضاف ان "المدعو عبدالله اوجلان اعتقل بفضل الجهود الاستثنائية للقوى الامنية وستكون محاكمته مستقلة". وتطرق باغجلي الى المسألة الكردية في جنوب شرق تركيا فقال: "نحن لا ننظر الى هذه القضية ك"مسألة كردية اذ لا توجد مسألة كردية"، توجد نشاطات منظمة ارهابية انفصالية. ان دعم بعض الدول المجاورة لمنظمة حزب العمال الارهابية، مهم. بعد اعتقال اوجلان، انكشف موقف اليونان". لكنه اكد على "وجوب ازالة الفوارق بين الاقاليم، في جنوب شرقي البلاد واتخاذ تدابير متعددة الابعاد دون اي تمييز". وقال: "سنحتضن المنطقة الجنوب الشرقي. ويجب ان نتجاوز هذه المشكلة ونحن على ابواب القرن المقبل ونسعى الى مشاريع للوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي. وامتنا تقف الى جانب حماية البنية الموحدة للدولة والسلم الاجتماعي". وأعرب باغجلي عن قلقه من واقع العلاقات مع الاتحاد الاوروبي وقال ان "تركيا تعمل منذ سنوات للدخول الى الاتحاد الاوروبي. لكن القوميين الاتراك قلقون من موضوع السيادة الوطنية. وجعل قادة البلاد من عملية الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي سياسة دولة. نحن نؤيد الدخول، لكنهم الاوروبيين يقولون لن نأخذكم. هنا توجد حاجة الى تقويم جيد للمسألة. ولا يجب اضاعة مزيد من الوقت. ويجب اعادة النظر من جديد بعوامل انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي". وأشار زعيم حزب الحركة القومية الذي يضع وحدة العالم التركي من البلقان الى وسط آسيا هدفاً رئيسياً له، الى ان امام تركيا خيارات اخرى و"بدلاً من التفكير بمقاربة ذات بعد وحيد، يجب امعان النظر في امكانات وفرص ظهرت امامنا، مثل العلاقات مع الجمهوريات التركية في القوقاز وآسيا الوسطى". وجاء ذلك في وقت ارسل المسؤولون في حزب الشعب الديموقراطي الكردي الذين نجحوا برئاسة بلديات كبرى في جنوب شرقي تركيا، رسائل انفتاح الى القوى المتشددة في الدولة. وقال رئيس بلدية ديار بكر الجديد فريدون تشيليك انهم يتصرفون في "اطار من المسؤولية واحترام القوانين" ودعا الى القبول بحزب الشعب كجزء من السياسة التركية، فيما نفى رئيس بلدية فان شهاب الدين اوز ارسلان اير ان يكون اعضاء حزبه متطرفين "نحن ايضاً بشر".