يستعد المنتخب المغربي لكرة القدم لخوض كأس العالم للمرة الرابعة في فرنسا الاسبوع المقبل بقيادة المدرب الفرنسي المعروف هنري ميشال. وسبق للمغرب ان لعب في النهائيات اعوام 70 في المكسيك و86 في المكسيك ايضاً والعام 94 في الولاياتالمتحدة. وحقق نتيجة طيبة العام 86 عندما تأهل الى الدور الثاني وكان اول فريق عربي وافريقي يحقق هذا الانجاز. ويملك مدرب "اسود الاطلس" خبرة كبيرة على الصعيد الدولي اذ قاد المنتخب الفرنسي الاولمبي الى ذهبية مسابقة كرة القدم في اولمبياد لوس انجليس العام 84 قبل ان يقود منتخب فرنسا الاول الى المركز الثالث في مونديال المكسيك العام 86. وقاد منتخب الكاميرون في نهائيات المونديال الاخير قبل اربع سنوات في اميركا، وها هو على عتبة مشاركته الثالثة في المونديال. وكان لا بد من حوار مع هذا الخبير الكروية قبل الاستحقاق الكبير وهو الذي استلم تدريب المغرب بعد الفشل الكبير في المونديال الاميركي قبل اربعة اعوام. وهنا نص الحوار: قبل أيام من انطلاق المونديال، كيف تقوّم المرحلة الأخيرة من استعدادات المنتخب المغربي؟ - إنها جيدة جداً في مجملها. ثمة لاعبون واجهوا صعوبات في التقاط أنفاسهم بعد موسم مرهق، ولكن بعد معسكر ايفران وكأس الحسن الثاني تبددت جميع المخاوف على هذا الصعيد، وعلينا الآن أن نصلي كيلا يتعرض الأساسيون لاصابات، إذ ليس لديّ وفرة من البدلاء. بهجا لم يدرج اسم أحمد بهجا على قائمة المنتخب الرسمية، فيكف تفسر إبعاد من كان يعتبر الأكثر مهارة في الفريق؟ - يجب أن تكون لدينا الجرأة على مواجهة الحقيقة، فبعد كأس الأمم الافريقية، لم يعد أحمد بهجا إلى السعودية وبالتالي انقطع عن اللعب مع ناديه الاتحاد، وما ينطبق عليه ينطبق على اللاعب فرنوت الذي فسخ عقده مع نادي بيليننسيش في البرتغال. والمنطق لا يسمح لي بأن أجازف في ضم لاعبين لم يلعبا إلى المنتخب في المونديال. إن قضية بهجا مختلفة نوعاً ما، فاللاعب المراكشي فنان قادر على تفجير مواهبه الكروية في أي لحظة؟ - إنه لأمر رائع ان يكون لديك لاعبون فنانون، ولكن على هؤلاء أن يتعلموا احترام الآخرين واحترام اللعب الجماعي. ثمة علامة استفهام ترسم حول حارس مرمى المنتخب، فحتى الآن نحن لا نعرف من سيكون الحارس الأساسي في فرنسا؟ - ينفجر هنري ميشال ضاحكاً: أنا أعرف. صحيح انني اصبت بخيبة أمل من أداء عبدالقادر برازي في كأس الأمم الافريقية 98، لكنني استدعيته إلى كأس العالم بحكم خبرته، وهو سيلعب عندما نحتاج إليه. أما ادريس بن زكري فهو الذي يتولى حالياً مهمة الذود عن المرمى المغربي. ألا ترى في عودتك إلى فرنسا على رأس المنتخب المغربي انتقاماً من الذين لم يقدروك حق قدرك؟ - إنها انتقام إذا شئت ممن أداروا لي ظهرهم في الأوقات الصعبة متناسين كل ما حققته مع المنتخب الفرنسي بلوغ الدور نصف النهائي في مونديال 86 وإحراز الميدالية الذهبية في أولمبياد لوس انجليس 84، وهما أفضل ما أنجزه مدرب فرنسي. وعودتي ليست انتقاماً فحسب، بل هي مصدر اعتزاز لانني أنا صنعت هذا المنتخب بدعم من المسؤولين وتعاون من اللاعبين، وأنا اريد أن اظهر لفرنسا وللعالم بأسره مدى قدرة هذا المنتخب. ماذا حملت إلى المنتخب المغربي؟ - منحته أولاً الثقة بالنفس، إذ اتبعت اسلوباً ملائماً للاعبين أتاح لهم خلال سنتين ونصف السنة أن يعبروا عن أنفسهم، وكل ما أتمناه الآن هو ان أجعلهم يستفيدون من الخبرة التي اكتسبتها خلال بطولات العالم الثلاث التي شاركت فيها. ماذا تريد أن تقول لبعض لاعبيك الذين يخطون خطواتهم الأولى في أهم تظاهرة كروية في العالم؟ - المونديال أمر خارق وفريد من نوعه، وعلى اللاعب أن يعتبر نفسه محظوظاً وسعيداً كونه يشارك في مثل هذا الحدث، كما عليه أن يستفيد من هذه المشاركة إلى أقصى حد. من أسباب الفشل في بوركينا فاسو قلة المباريات التي خاضها لاعبون أساسيون في المنتخب، وهذا الأمر لم يعد قائماً الآن بعدما أصبح بصير وشيبو وصبحي وشيبا أساسيين في الأندية التي يلعبون لها، ألا ترى في ذلك جانباً ايجابياً؟ - بكل تأكيد. ونتائج الاختبارات البدنية التي أجريناها على اللاعبين تظهر كلها التطور الذي تحقق على هذا الصعيد. ففي كانون الثاني يناير الماضي لم يكن بعض اللاعبين في "الفورمة"، ومع ذلك راهنا وخسرنا الرهان. ولا أكتمك ان حملة الاستنكار التي تلت ذلك قد تركت انعكاسات سلبية على اللاعبين، وهي حملة ظالمة لا أجد لها تفسيراً أو تبريراً. الخصوم ما رأيك بالمنتخبات التي ستواجه المغرب في الدور الأول. ولنبدأ بالنروج؟ - النروج خصم يخشى جانبه سواء بنتائجه أو بطريقة لعبه. والمنتخب النروجي يعتمد على مجموعة متجانسة تنفذ بصورة رائعة اسلوباً بسيطاً في الأداء. وهذا المنتخب يعتمد فلسفة دفاعية تستغل أدنى خطأ لدى الخصم للتسجيل. وهذه الخطة التكتيكية اثبتت فاعليتها، فالمنتخب النروجي لم يهزم منذ سنوات واستطاع ان يسجل بمعدل هدفين في المباراة. في السادس عشر من حزيران يونيو سيواجه "أسود الأطلس" البرازيل في ستاد لابوجوار في نانت، حيث قضيت أجمل سنين حياتك لاعباً، ألا تعتبر هذا اللقاء ذا خصوصية معينة بالنسبة إليك؟ - هذا أقل ما يقال، فمن جهة هناك ذكرياتي الرائعة في نانت، ومن جهة أخرى علينا أن نواجه البرازيل حاملة اللقب وأبرز المرشحين للفوز بكأس العالم. وهنا مكمن الخطورة. في اللقاء الثالث ستواجه اسكوتلندا، ألا ترى أنها الأقل خطورة؟ - ما تقوله صحيح على الورق، فالمنتخب الاسكوتلندي يشارك في المونديال للمرة الثامنة، ولكنه لم يتخط أبداً الدور الأول. وهو يتبع الاسلوب الانكليزي في الأداء مع بعض التعديلات في السنوات الأخيرة. ما هي الرسالة التي تريد ان توجهها إلى الجمهور المغربي قبل انطلاق المونديال؟ - على الجمهور المغربي أولاً وقبل كل شيء أن يثق بنا. ففي كل مرة وقف الجمهور إلى جانبنا حالفنا النجاح. نحن بحاجة إلى دعم الجمهور وثقته واعتقد ان المنتخب المغربي قادر على تخطي الدور الأول وتفجير مفاجأة سارة. من ترشح للفوز بلقب المونديال؟ - من الصعب اختيار منتخب واحد. اعتقد ان البرازيلوفرنسا وايطاليا والمانيا كلها قادرة على احراز اللقب. لكن احد الفرق سيحقق مفاجأة. من هو ابرز لاعب في التشكيلة المغربية؟ - اعتقد انه نايبت الاكثر شهرة في الفريق. رفاقه لم يلعبوا على المستوى الذي لعب عليه رغم ان معظهم محترفون في اوروبا. ما هي لامال افريقيا في استضافة نهائيات المونديال في المستقبل؟ - آمل ان يحصل ذلك قريباً. هناك ثلاث دول فقط في القارة قادرة على استضافة هذا الحدث الكبير وهي جنوب افريقيا والمغرب ومصر. الصلات متعددة بين المغرب وفرنسا. فهل سيفيدكم خوض المونديال على ارض فرنسية؟ - مما لا شك فيه ان اقامة المباريات في فرنسا يعتبر عاملا ايجابياً بالنسبة للمنتخب المغربي لاننا سنلقى دعماً من الجالية المغربية الكبيرة في فرنسا. كما آمل ان يكون الطقس حاراً وناشفاً لنتمكن من السيطرة على خصومنا غير المتعودين على طقس من هذا النوع.