نيودلهي - أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبر الناشط الهندي أنا هازاري، المضرب عن الطعام لإرغام البرلمان على إقرار قانون وضعه لمكافحة الفساد، أن أنصاره يشكلون «برلماناً شعبياً» أكثر أهمية من ذاك المُنتخب، متهماً النواب بنهب الثروات الوطنية للبلاد. وتعهد هازاري خلال اليوم السادس لإضرابه عن الطعام، مواصلة مسيرته حتى النهاية، إذا لم يقرّ البرلمان بحلول 30 من الشهر الجاري، قانوناً لمكافحة الفساد يشمل أيضاً رئيس الوزراء ومسؤولي القضاء. وقال للآلاف من أنصاره المحتشدين حول مكان إضرابه عن الطعام في متنزه بنيودلهي: «برلمان الشعب أسمى من البرلمان الوطني». واتهم النواب بنهب الثروات الوطنية للهند، لكنه شدد على «صحوة الشعب»، داعياً إلى سجن المسؤولين الفاسدين. ولقيت حملة هازاري تأييداً شعبياً جارفاً، من الأغنياء والفقراء على حد سواء، إذ سئموا من تفشي الرشى والمحاباة، في حلق رئيس الوزراء مانموهان سينغ بينما تواجه حكومته فضائح فساد، خصوصاً فضيحة رشى في مجال الاتصالات كلفت الحكومة نحو 40 بليون دولار. لكن بعضهم اتهم هازاري (73 سنة) بخطف السياسة العامة في البلاد، واحتقار العمل التشريعي، من خلال محاولته إرغام مسؤولين مُنتخبين على الإذعان لمطالبه. وأعلنت «الحملة الوطنية لحق الشعب في المعلومات»، وهي إحدى أبرز المنظمات الهندية للدفاع عن الحقوق المدنية، إنها ستُقدم مشروعها الخاص لمكافحة الفساد. وقال عضو في الحملة يُعتبر أحد أشهر الناشطين الاجتماعيين في الهند: «أعتقد أن هازاري مخطئ. أي شخص يقول: رأيي يجب أن يكون الرأي الوحيد، يكون مخطئاً». أما ناندان نيليكاني، المساهم في تأسيس شركة «انفوسيس» العملاقة للبرمجيات والذي يرأس مشروعاً حكومياً ضخماً لتعميم بطاقات هوية بيومترية تحوي شريحة إلكترونية لجميع سكان الهند البالغ عددهم 1,2 بليون نسمة، فاعتبر أن حملة هازاري تتسم بالسذاجة و»التسطيح»، قائلاً: «أعتقد أن تمرير قانون أو آخر لن يجعل الفساد يختفي بمعجزة. إذا أردت حقاً التصدي للفساد، يجب التعامل مع فسيفساء عديدة الأبعاد، ولا حلّ سحرياً بل يجب بذل جهد شاق وعمل طويل».