إطلاق جامعة طيبة لمعرض "مكين" الهندسي    سمو محافظ الطائف يرعى حفل افتتاح المجمع القرآني التعليمي النسائي    قمة عادية.. في ظرف استثنائي    الأهلي يتحدى الهلال والاتحاد يبحث عن «النصر»    الاتحاد في مأزق الخليج.. نقاط الأمان تشعل مواجهة الوحدة والرائد    «عكاظ» تنشر الترتيبات التنظيمية للهيئة السعودية للمياه    أمير تبوك يطلع على نسب إنجاز مبنى مجلس المنطقة    برعاية ولي العهد.. انطلاق الملتقى العربي لمكافحة الفساد والتحريات المالية    صفُّ الواهمين    «الصحة» تدعو حجاج الداخل لاستكمال جرعات التطعيمات    نريدها قمة القرارات لا التوصيات    مخاطر الألعاب الإلكترونية على الأمن المجتمعي    71 فناناً وفنانة في معرض «كروما» بجدة    حل وسط مع الوزراء !    محاولة يائسة لاغتيال الشخصية السعودية !    معاً لمستقبل عظيم !    أمير تبوك: ليالي الحصاد والتخرج من أسعد الليالي التي أحضرها لتخريج أبنائي وبناتي    «هاتريك» غريزمان تقود أتلتيكو مدريد للفوز على خيتافي في الدوري الإسباني    استمرار الجسر الجوي الإغاثي إلى غزة    «الحر» يقتل 150 ألف شخص سنوياً    دعوة عربية لمجلس الأمن باتخاد إجراءات سريعة توقف العدوان الإسرائيلي    شتلات شارع الفن    خارطة طريق سعودية - أميركية للتعاون في مجال الطاقة    السعودية مثال يُقتدى    في قمة مواجهات الجولة 32 من «روشن».. ديربي الرياض بروفة نارية لنهائي كأس الملك    توثيق من نوع آخر    خطوة جادة نحو رؤية وزارة الرياضة    القيادة تهنئ رئيس الباراغواي ورئيس وزراء سنغافورة    «حلبة النار»… النزال الأهم في تاريخ الملاكمة    معرض"سيريدو العقاري"أحدث المشاريع السكنية للمواطنين    تعزيز التعاون العدلي مع فرنسا وأستراليا    باكوبن والدقيل يزفون المهندس محمد    عبدالملك الزهراني ينال البكالوريوس    وزير الاستثمار: الاقتصاد السعودي الأسرع نموا وجاذبية    طريق الأمير محمد بن سلمان.. أهم مسار لتنقل الحجاج    خادم الحرمين الشريفين يصدر عددا من الأوامر الملكية    السفير الإيراني يزور «الرياض»    إنتاج الصقور في الحدود الشمالية    "الدرعية" تُعزز شراكاتها الاقتصادية والسياحية    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    السلطات الفرنسية تطارد «الذبابة»    رحالة فرنسي يقطع ثمانية آلاف كلم مشياً على الأقدام لأداء مناسك الحج    رعاية ضيوف الرحمن    سقيا الحاج    بوتين يصل إلى الصين في زيارة «دولة» تستمر يومين    « سعود الطبية»: زراعة PEEK لمريض عانى من كسور الجبهة    لقاح جديد ضد حمى الضنك    مختصون يدعون للحدّ من مخاطر المنصّات وتقوية الثقة في النفس.. المقارنة بمشاهيرالتواصل الاجتماعي معركة خاسرة    5 منافذ في الشرقية تستعد لاستقبال الحجاج    «نافس».. منافع لا تحصى لقياس الأداء التعليمي    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة في سباق للمجد.. الجمعة    المزروع يشكر القيادة بمناسبة ترقيته للمرتبة 14    نائب أمير الشرقية يستقبل منتسبي "طويق"    رئيس جمهورية المالديف يُغادر جدة    وزير العدل يلتقي رئيس المجلس الدستوري في فرنسا    «النيابة»: باشرنا 15,500 قضية صلح جنائي أسري.. انتهاء 8 آلاف منها صلحاً    أمير تبوك يثمن للبروفيسور " العطوي " إهدائه لجامعة تبوك مكتبته الخاصة    وزير الحرس الوطني يرعى تخريج 2374 طالباً وطالبة من «كاساو»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كوك ل «الحياة»: الوكلاء السعوديون غريبون... وعلاقتي بالهلال ليست حصرية
نشر في الحياة يوم 11 - 05 - 2014

فصول كثيرة من أحاديثه محبطة، ذلك أنه يروي قصة منظومة تشكل ثقلاً بارزاً في تطوير الرياضة، لكننا لا نعرفها أبداً بالنسبة إليه، فوكيل أعمال اللاعب مسؤول عن نجاحه وفشله، مسؤول عن حياته الاجتماعية، عن همومه اليومية بل حتى عن رحلات سفره ومقر سكنه وعلاقته بالعالم.
وكيل الأعمال الكوري كيك دونغ كوك استغرب اختصار العلاقة بين اللاعب ووكيل أعماله في سؤالي عن توقيع العقود والمفاوضات، فتشعب في وصف كل ما يقدمه في شكل يومي.
كما يتطرق إلى تفاصيل الاحتراف الكوري والانضباطية العالية التي تفصلهم عن غيرهم من اللاعبين حول العالم، إضافة إلى علاقتهم بالمدربين عبر الأحداث اليومية.
لكننا أجبرنا على إعادة الحديث إلى السعودية وإلى تجارب لاعبيه هنا، فوكيل الأعمال الذي تكفل بجلب كل اللاعبين الكوريين للهلال باستثناء الحالي كواك تاي، يؤكد حرصه على الحفاظ على علاقته المميزة بالهلال وقدرته على تأمين طلبات الفريق الأزرق في الموسم المقبل، لكنه في المقابل يرفض قصر خدماته على ناد واحد، واصفاً مثل تلك العلاقة بالضارة له وللهلال.
تفاصيل كثيرة جداً ومتشعبة يسردها كوك في هذا الحوار فإلى تفاصيله...
في السعودية لا نسمع خبراً عن وكيل أعمال قبل أن يدخل لاعبه فترة المفاوضات، فدور الوكيل يقتصر على انتقال اللاعب قبل الحصول على حصته، هل تقوم بالأمر ذاته؟
- لا طبعاً أنا «مدير» لكل أعمال اللاعب، بل إنني جزء من كل قرار يتخذه، وأتدخل أحياناً حتى في قرار انتقاله فأنصحه أحياناً برفض العرض الأعلى مادياً والقبول بعرض أقل لأنني أدرك أنه من خلال ذلك العرض سيبرز أكثر، كما أنني أعمل معه في شكل يومي بهدف عزله تماماً عن كل المشكلات خارج الملعب، فأنا أتولى مسؤولية رحلات سفره، وإجازته وأزور بلد الفريق الذي ينوي الانتقال إليه لأطلع عن قرب على مقر إقامته ومدى ملاءمته له، وأستغرب تلك العلاقة بين الوكلاء السعوديين واللاعبين، وأستغرب قبول اللاعبين بذلك الدور.
كل تلك الأدوار تقوم بها أنت! إذاً أي جزء من الانتقال يتحمله اللاعب؟
- دور كل اللاعبين يفترض أن لا يتجاوز المباريات والتدريبات، وكل أمر آخر هو مسؤولية غيره، أنا أتحصل على حصة جيدة من قيمة انتقال أي من اللاعبين الذين أدير أعمالهم، أعرف ذلك وكذلك اللاعبون، لذلك فمن واجبي أن أقدم خدماتي طوال أعوام إدارتي لأعماله، فدور لا يقف عند المفاوضات، فأنا المسؤول عن مسيرة اللاعب بعد انتقاله، وأنا أكثر حرصاً على نجاحه في محطته الجديدة، ولأن ذلك يهمني فعلي أن أعمل على توفير كل سبل الراحة له، ربما يجهل البعض أن فشل اللاعب يعني خسارتين لوكيل الأعمال، الأولى مبنية على خسارته لعلاقته مع النادي، والثانية تقلص فرص انتقال لاعبه إلى ناد جديد.
وهل سبق أن تدخلت في قرارات انتقال أي من اللاعبين الذين أدرت أعمالهم؟
- نعم أبرزهم لي يونغ، فحين قرر الانتقال من آيندهوفن الهولندي كان تلقى عرضين، أحدهما من توتنهام لكنه كان أقل مادياً، وفي المقابل كان العرض الثاني أعلى قيمة، لكنني وبعد زيارة للناديين تأكدت أن الخيار الهولندي كان أفضل بالنسبة له، فأقنعته بالعدول عن رأيه وقبول العرض الهولندي، وهو ما كان. وتوالت نجاحات اللاعب، أنا أعرف أحياناً أكثر من اللاعبين أي الملاعب ستكون أنسب لهم، لأنهم يركزون غالباً على جانبين: الأول مثل حال الجميع هو العرض المادي، والثاني اسم وشعبية النادي الجديد، ويغفلون الجوانب الأخرى، لكنني أبحث دائماً عن فرصة مشاركة أساسية لهم إضافة إلى بيئة ينجحون سريعاً في التأقلم معها ما يضمن لهم النجاح.
وهل يحتاج اللاعبون إلى خدمات كثيرة؟ هم في نهاية الأمر لا يقضون أكثر من أربع ساعات في عملهم، فكيف يختلفون عن غيرهم من الموظفين الذين ليس لديهم مدراء أعمال؟
- أظن أنه لتكون لاعباً جيداً فعليك أن تكون جاهزاً دائما للمشاركة في كل شيء من دون عوائق ذهنية، اللاعبون الكوريون على سبيل المثال ممنوعون من مغادرة المعسكرات التدريبية من دون إذن المدرب طوال فترة إقامتها حتى لو كانت طويلة وبعضها يمتد شهراً أو شهرين، وفي أحيان معينة تكون تلك المعسكرات صعبة ومتعبة، بل إن بعضها يشبه التدريبات العسكرية، فعلى اللاعبين جميعاً أن يناموا في الثانية عشرة مساء، اللاعبون غير المتزوجين يقيمون على الدوام في معسكر النادي، فمع كل هذه الضغوط لا يمكننا أن نحصر ساعات عمل اللاعب في فترة التدريب أو المباريات، اللاعبون يعملون طوال فترة احترافهم ولا يستريحون قبل الاعتزال، هنا أتكلم عن الاحتراف بمفهوم شامل.
وفي رأيك أي المهام هي الأكثر صعوبة بالنسبة إلى وكيل الأعمال؟
- لا شيء أصعب من التعاطي مع مشكلات اللاعبين، النصيحة التي تقدمها للاعب قادرة على إنهاء مسيرته متى كانت خاطئة، والنصائح التي يحتاجون إليها كثيرة جداً، لكني أوحد ردي في أغلب الأحيان في معظم تلك المشكلات فأقول لهم إن كنتم في مشكلة كبيرة ففتشوا عن أسبابها في أنفسكم ولا تلقوا بالملامة على غيركم، فبعضهم يخرج ليبرر فشله بخلاف مع مدرب أو جماهير، لكن الحقيقة أن المشكلة غالباً ما تكون في اللاعب نفسه، فمتى اقتنع بقدراته فسيكون قادراً على النجاح وتحقيق المطلوب منه، أقول للاعبين دائماً: «في داخل كل منكم لاعب كبير فابحثوا عنه وستجدونه، إن لم تجدوا الحل بداخلكم فستنهون مسيرتكم بقراركم»، ومتى اقتنع اللاعب بذلك فسيكون قادراً على النجاح.
ما رأيك باللاعبين في السعودية؟ هل تراهم قادرين على اللعب في أوروبا؟
- أرى كثيراً من الموهبة هنا، لاعبين عدة قادرين على الاحتراف خارجياً، شخصياً تمنيت أن أنقل عدداً منهم إلى هناك، لكنني ما زلت وإلى اليوم غير قادر على معرفة الأسباب التي تقف عائقاً أمام مثل تلك الخطوة، وخصوصاً أنها مهمة جداً لتطوير الكرة السعودية، المفترض أن يتعاون الجميع هنا على نقل اللاعبين إلى أوروبا.
ولماذا يفترض أن نفعل ذلك؟ ما الفائدة الفنية المنتظرة من مثل تلك الخطوة؟
- العقلية الاحترافية ستتغير كثيراً، وأهم ما يستفيده أي محترف في أوروبا هو طريقة تعاطيه مع كرة القدم، تلك العقلية هي بالضبط ما تحتاج إليه الكرة السعودية اليوم للتطور وفي شكل سريع، الإمكانات الفنية العالية موجودة هنا وبوفرة، حتى بالمقارنة مع كوريا.
لكن الجماهير السعودية ترفض فكرة انتقال لاعبي أنديتها المميزين إلى أوروبا، تجلى ذلك في مفاوضات شفهية كادت تنقل ياسر القحطاني إلى إنكلترا، الجماهير تضغط على إدارات الأندية لتعويض اللاعبين مادياً وإقناعهم بالبقاء.
- واجهنا المشكلة ذاتها في كوريا، فالجماهير هناك كانت تقول إن الدوري الكوري أهم من البطولات الأوروبية، وأننا من المفترض أن نبقي لاعبينا في الدوري المحلي، لكنني على الدوام كنت أختلف معهم، فأرى أن من واجبي بصفتي كورياً أن أبحث عن مصلحة بلادي من خلال نقل المواهب الشابة إلى الدوريات الأوروبية والبحث عن تطويرها هناك، وفي النهاية كان لتلك الخطوة دور كبير في تطوير المنتخب الوطني، كما نشاهد اليوم وشاهدنا ذلك أيضاً في كأس العالم، كما أن الجماهير ستلاحظ في الأعوام المقبلة أن انتقال اللاعبين أسهم في تطوير الدوري الكوري أيضاً، وحتى لو واجهنا مشكلات في البداية فإن تلك الخطوة ستؤتي ثمارها في نهاية الأمر.
من النادر أن نرى لاعباً كورياً يتحدث إلى وسائل الإعلام، نشعر هنا أن اللاعبين الكوريين معزولون حتى عن زملائهم في النادي ذاته، أو أنهم مازالوا عاجزين عن التواصل، هل ترى أن لاعبيكم يعانون فعلاً من مشكلة في التواصل؟
- لم ألاحظ تلك المشكلة مع لي يونغ، إذ كان حاضراً إعلامياً أو حتى مع زملائه، ربما تنطبق تلك النقطة على غيره، وعموماً في كوريا لكل ناد قوانين تحدد تعاطي اللاعبين مع وسائل الإعلام، وهي في رأيي دليل على الانضباط العالي الذي نطالب به اللاعبين الكوريين وهم يتدربون عليه خلال الأعوام الأولى من ممارستهم كرة القدم، فبعض المدربين في كوريا يرفضون تماماً ظهور اللاعبين الشبان في وسائل الإعلام أو كثرة أحاديثهم، لكنهم يتخلون عن تلك الصرامة بناء على خطة تهدف أحياناً إلى تمرير رسائل إعلامية، ومن وجهة نظري الشخصية من مصلحة الأندية واللاعبين في أن يقل ظهورهم الإعلامي، على رغم أن ذلك - غالباً- لا يخدمهم تسويقياً، لكنه يزيد من تركيزهم داخل الملعب ويسهل مهمتهم.
بعد أعوام من العلاقة بالدوري السعودي كيف تقيم تجربة اللاعبين الكوريين في السعودية؟
- لا شيء يشبه الدوري السعودي في المنطقة العربية، وهو أحد أبرز البطولات في آسيا، كل ذلك يعود إلى الجماهير التي تشعل المدرجات، الجماهير في السعودية لا تتوقف عن الدعم، فتحضر المباريات دائماً، واللاعبون بطبيعتهم يفشلون في غيابها، لذلك أفضل هذا الدوري وأنصح به اللاعبين الذي أدير أعمالهم، هناك بطولات دوريات أخرى تملك الأموال، لكنها تفتقر إلى كرة قدم حقيقة، والكثافة الجماهيرية لها عيوبها أيضاً في بعض الأحيان، فهي تزيد في الضغوط على اللاعبين وتحملهم في كثير من الأحيان أعباء لا ينجحون كافة في تجاوزها، أرى أن المؤسسات الرياضية السعودية قادرة على تفعيل تلك الجماهيرية وتطوير الرياضة من خلالها، لكن الأندية أيضاً مطالبة بعمل إداري منظم يستثمر تلك الخطوات.
الآن لنغير مسار الأسئلة، في كوريا تملكون منتخباً مميزاً، لكنكم تعجزون حتى اليوم عن زيادة شعبية كرة القدم التي تخالف كثيراً من دول العالم، فلا تتصدر الرياضات الأكثر شعبية؟
- أعتقد أننا نملك وسائل ترفيه متعددة، وذلك لا يساعد الجماهير على الاهتمام بالكرة، كما أن كرة المضرب هي اللعبة الأكثر شعبية هناك، وهي مختلفة عن كرة القدم، فكرة المضرب لعبة، لكنها ليست رياضة، والألعاب أكثر متعة من الرياضة، كما أن الرهانات في كرة المضرب أكثر حضوراً، لكنني أثق بأن الأنظمة الدقيقة والصارمة كانت وراء كل نجاحات المنتخب أو حتى البلاد التي شاركت اليابان في استضافة كأس العالم 2002.
بعكس كل لاعبي العالم، من النادر أن تجد لاعباً كورياً طرفاً في خصام حاد مع حكم مباراة، حتى في مباريات المنتخب الوطني، إذ يشوب الهدوء ردود أفعال لاعبيكم، كيف تزرعون ذلك فيهم؟
- يتعلم اللاعبون في كوريا ومنذ أعمار مبكرة احترام من هم أعلى سلطة، وفي المدارس أيضاً يحرصون على ذلك، فمن النادر أن تجد لاعباً كورياً يناقش مدربه، هم يعرفون جيداً أي نوع من الاحترام يستحقه المدرب نظير ما يمتلك من خبرة، لذلك متى حاول أي لاعب أن يخالف تلك العادات فإنه يبدو شاذاً عن المجموعة، بل إن زملاءه يستهجنون تصرفه، ومهما وصفت لك تلك الانضباطية فسأفشل، عليك أن تشاهد علاقة المدرب الكوري باللاعبين وستستغرب حينها طريقة تعاطي اللاعبين معه، لكن هذا الأمر وعلى رغم أنه يبدو في ظاهره إيجابياً فإنه يحمل أيضاً سلبيات، أعرف لاعبين اعتزلوا كرة القدم من دون أن يعرفوا عيوبهم، ذلك أنهم لم يناقشوا المدربين طوال مسيرتهم الرياضية، لكنها في شكل عام، تنعكس في شكل إيجابي على كرة القدم الكورية.
أفهم من كلامك أنه ما من لاعب كوري يتوجه إلى مدربه بحديث خاص كما يحدث في كل دول العالم؟
- حالات نادرة جداً تلك التي يتجرأ فيها لاعب على توجيه حديثه إلى المدرب، والسبب أن المدربين الكوريين لم يعتادوا على مناقشة اللاعبين.
تربطك علاقة مميزة بالهلال، لكننا لا نراك تتعاون مع أندية أخرى ألا يفترض على وكيل الأعمال أن يكون قادراً على التواصل مع الجميع أم أن الهلال احتكر خدماتك؟
- أنا مدين للهلال لكونه أول من فتح الباب أمام اللاعبين الكوريين لخوض تجربة سعودية، أتمنى أن أستمر وفياً لهم وسأتعاون معهم في كل فرصة، لكنني وبطبيعة الحال مطالب بصفتي وكيل أعمال بفتح أبواب العلاقات مع كل الأندية، فوكيل الأعمال الناجح قادر على التواصل مع الجميع لخدمة لاعبه، وفي المقابل من المستحيل أن يقدم الهلال ضماناً أبدياً بعدم التعامل مع وكيل أعمال كوري غيري، فذلك بالتأكيد لا يخدم النادي، أنا أسعى اليوم إلى فتح باب للتواصل مع الجميع، وأتمنى أن يسفر العام المقبل عن علاقات جديدة.
تعاقد الهلال مع لاعب الشباب السابق كواك تاي يأتي الأول، على حد علمي، مع لاعب كوري من غير الذين تدير أعمالهم أليس كذلك ؟
- نعم فكل تجارب الهلال في التعاقد مع اللاعبين الكوريين باستثناء كواك كانت من طريقي، أتمنى أن أنجح في نشر صورة جيدة عن لاعبي بلادي من خلال وضع كل لاعب في المكان المطلوب، أثق بقدرتي على تلبية متطلبات الهلال في الموسم المقبل متى كانوا في حاجة إلى لاعب كوري، وأتمنى أن أقدم لاعباً آخر مثل لي يونغ الذي مازالت الجماهير تذكره بالخير.
لكنك ومن خلال تجربتك المحلية على الأقل، لكوني اطلعت عليها بصفتي سعودياً، وقعت في أخطاء أكثر من مرة على رغم خبرتك، فما أسباب ذلك في رأيك؟
- يمكنك أن تصفها بالأخطاء، لكنني بالتأكيد كنت حريصاً، ومن اللحظة الأولى، على تلبية طلبات النادي، لكن مهمة وكيل الأعمال تختلف عن أية مهمة أخرى، نحن نتعامل مع البشر بكل متغيراتهم، فأياً كانت موهبة اللاعب فستظل مرهونة بحاله النفسية وقدرته على العطاء، ذلك أحياناً يوقعنا في ما وصفته أنت بالخطأ، لكننا لا نجلب لاعبين في مراكز غير مناسبة مثلاً، كل ما في الأمر أن قناعتنا بأن هذا اللاعب مناسب لذاك الفريق لا تكفي لضمان النجاح، ذلك أن الأمر مرهون بتقبل اللاعب نفسياً لكل ما يحيط به.
مشجع هلالي أحبط سيول
لا يمكن وصف التجربة التي خاضها أول لاعب كوري في الملاعب السعودية ب«الناجحة» ذلك أن سيول الذي تعاقد معه الهلال في التجربة الغريبة حينها، جاء في الأشهر الستة الأخيرة من موسم صعب للفريق الأزرق، كما أن الخيار الشرق آسيوي لم يكن مقبولاً جماهيرياً في أقل تقدير.
لكن الفشل الذي عنون التجربة الأولى لم ينه علاقة الهلال بوكيل أعمال سيول الكوري كيم دونغ كوك الذي يروي حكاية التجربة الأولى، فيتطرق إلى بعض الأسباب التي حرمت لاعباً بارزاً من عكس الصورة المنتظرة منه، يقول: «هو اللاعب الأول الذي قدمته للدوري السعودي، حاول التأقلم لكن ظروفاً كثيرة لم تساعده، ربما كان وجوده في الشق الثاني من الموسم وفي مراحل حسم زاد في صعوبة مهمته، كما أنه أكد لي حينها أنه كان يعاني من صلابة أرضية الملاعب السعودية، بعكس تلك التي كان يلعب عليها في الدوري الإنكليزي مثلاً».
لكن ذلك لم يكن السبب الوحيد في فشل اللاعب، إذ يحكي كوك قصة مشجع أسهم في شكل غير مباشر في إحباط سيول: «كان حينها أمضى ثلاثة أشهر سيئة في السعودية، إذ كان عاجزاً عن التأقلم في بداية الأمر وعاجزاً عن تسجيل الأهداف أو تقديم المستوى الذي اعتاد على تقديمه، وكنت أشعر بالإحباط الذي يعاني منه في كل اتصال بيننا، لكنه اتصل بي مرة خلال تلك الفترة، وبدا أكثر حزناً، إذ أخبرني بأنه وبعد نهاية إحدى مباريات الهلال، طلب منه أحد الجماهير بأدب شديد الاقتراب من المدرجات مبدياً رغبته في الحديث إليه، وكان أن توجه سيول إلى المشجع الذي قال له وبأدب أيضاً: «أرجوك أرجوك عد إلى بلادك»، قال لي سيول حينها إنه كان مصدوماً جداً، وأنه بات أكثر عجزاً عن التأقلم، فموقف مثل هذا لم يكن موقفاً عادياً بالنسبة إليه، وهو من اللاعبين الذين يتأثرون كثيراً بالتعاطي الجماهيري، وخصوصاً أنه أمر لم يعتد عليه في تجاربه الأوروبية».
كوك يرى أن مثل تلك التجربة تمثل اختباراً حقيقاً لأي وكيل أعمال، إذ تكشف وبوضوح قدرته على تحويل كل ما يحبط اللاعب إلى محفز يضمن عودته إلى الملاعب وتقديمه المستوى المأمول، وهو ما كان من سيول الذي تحسن أداؤه في نهاية الموسم وفي شكل ملحوظ، لكنه لم يشفع له في كسب ود الجماهير الزرقاء، أو تجديد عقده مع الفريق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.