بعد بضع سنوات من التوقف عن تقديم برامج تلفزيونية خاصة بشهر رمضان، يعود التلفزيون الهولندي الرسمي هذا العام إلى تقاليد بدأها قبل عقدين تقريباً، ليعرض على شاشته الثانية وتزامناً مع بداية شهر رمضان برنامجاً أسبوعياً جديداً بعنوان «مجلة رمضان». يتناول البرنامج في كل حلقة من حلقاته مجموعة من القضايا التي ترتبط بشهر العبادات الإسلامي، كما يُواكب ما يحصل في البلد من قضايا تخص وضع المسلمين في البلد، والذي لا يكون من التشاؤم بشيء عندما يوصف بالمُعقد كثيراً، في حين كدرت أحداث السنوات الأخيرة العالمية وداخل هولندا ذاتها علاقة المسلمين بالمجتمع الهولندي. يتنقل برنامج «مجلة رمضان» بين المواضيع التي تشكل زمنه، إضافة إلى تقديم فقرات ثابتة في كل حلقة، منها واحدة تعرف بمسلمين يعيشون في هولندا آتين من دول وقوميات صغيرة، في مسعى لتغيير الصورة الشائعة عند كثيرين في البلد بأن المغاربة والأتراك هم من يشكل جُلَّ المسلمين في هولندا والذي يبلغ عددهم المليون. تعرف الحلقة الأولى من البرنامج بمسلمي الأويغور من الصين، وتقابل لاجئين منهم يعيشون في هولندا، سيروون قصصاً مرعبة عن قمع السلطات الصينية وتضييقها على المسلمين هناك، كما يصادف تصوير البرنامج مع زيارة لزعيمة روحية من الأويغور إلى هولندا، والتي تجول العالم لتعرف بالمظالم التي يتعرض لها أبناء شعبها. من الفقرات الثابتة الأخرى في البرنامج، واحدة يطلب فيها من شخصية هولندية معروفة غير مسلمة الصيام ليوم واحد فقط، وبعدها مرافقة هذه الشخصية في حياتها اليومية، لتعريف المشاهد الهولندي العادي بمشاق الصيام. اختارت الحلقة الأولى من «مجلة رمضان» مقدمة تلفزيونية رياضية، والتي ستمر في الحوار معها على التوترات التي تجري في هولندا، وضرورة بذل مزيد من الجهود لتفهم الآخر، لكن هذه المرأة لم تستطع أن تكمل اليوم الحار كثيراً، فاضطرت إلى شرب الماء، في حين ستفطر مع صديقة سياسية من أُصول مغربية. وعلى طاولة الفطور في بيت الأخيرة ستُفتح مواضيع المرأة في الإسلام والحريات والقضايا المعاصرة في المجتمع الهولندي. إلى جانب الفقرات الثابتة في البرنامج، هناك مُتابعات لما يحصل في البلد، وتقارير مصورة عن هولنديين مسلمين، منها واحد مؤثر عن الممثل نصر الدين دشار الذي يعد من أفضل الممثلين في هولندا اليوم، والذي كان يتحضر لعرض مسرحيته التي يمثلها بمفرده عن والده المهاجر المغربي. واصل الممثل الشاب صيامه، وسيعلم الجمهور وقبل بداية المسرحية بأن وقت الفطور سيصادف أثناء العرض، لذلك سيقوم بشرب بعض الماء وأكل التمر. الممثل ذاته نظم مع المسرح العريق في مدينة أمستردام، حيث تعرض مسرحيته، إفطاراً جماعياً للجمهور، وركز في اللقاء مع البرنامج على ضرورة كسر العزلة التي يعيش فيها الهولندي المسلم وغير المسلم على حد سواء، وأهمية سماع الآخر واحترامه. تصل بين فقرات البرنامج الشقيقتان نجيمة ورشيدة خربوش، وهما تتخصصان في الغذاء الصحي. تقدم المقدمتان مجموعة من النصائح التي تخص الصيام في أيام نهاراتها طويلة جداً، كما صادفت الأيام الأولى من شهر رمضان لهذا العام مع طقس حار لا تعرفه هولندا بالعادة، الأمر الذي زاد من مصاعب الصيام. وإلى جانب نصائح عن الأغذية المناسبة للطقس الحار والنهارات الطويلة، تقدم الشقيقتان نصائح عن تمارين رياضية خاصة لا ترهق الصائم كثيراً، لكنها تمنحه في المقابل بعض نشاط يعينه على قضاء يومه.