في سياق التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة يبرز منتدى مستقبل الاستثمار 2025 كمنصة عالمية استثنائية، تشهد على الدور القيادي المحوري الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في رسم ملامح مستقبل مشرق لسورية الشقيقة. هذا المنتدى الذي عقد في مدينة الرياض وجمع نخبة من القادة والمفكرين وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم، يشكل فرصة ذهبية لتعزيز التعاون الدولي، وتبادل الخبرات، واستكشاف آفاق جديدة للاستثمار والتنمية المستدامة، قدمت المملكة دعوات إلى الكثير من رؤساء الدول لحضور منتدى مستقبل الاستثمار وأبرزها الرئيس السوري أحمد الشرع الذي كان حضوره بارزاً ولافتاً. إن مشاركة الرئيس السوري في جلسة رئيسة خاصة ضمن فعاليات المنتدى، تعتبر خطوة تاريخية تعكس عمق الروابط الأخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وتؤكد على التزام المملكة الراسخ بدعم سورية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، هذه المبادرة السعودية النبيلة التي تأتي في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تهيئة بيئة اقتصادية مستدامة في سورية، والمساهمة في تخفيف المعاناة عن الشعب السوري، تجسد قيم العطاء والإخاء التي لطالما تميزت بها المملكة. لقد أثبتت المملكة أنها رائدة في العمل الإنساني والإغاثي، وأنها لا تدخر جهدًا في سبيل دعم الدول الشقيقة والصديقة في أوقات المحن والأزمات، فمن خلال مبادراتها المتعددة ومساهماتها السخية، وجهودها الدبلوماسية الحثيثة، تمكنت المملكة من تحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع، وساهمت في التخفيف من معاناة الكثيرين، ورسمت البسمة على وجوه الأطفال والنساء والشيوخ. إن نجاحات المملكة الدبلوماسية في الملف السوري والتي تكللت برفع الولاياتالمتحدةالأمريكية للعقوبات المفروضة على سورية، استجابة لطلب سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- تعتبر دليلًا قاطعًا على مكانة المملكة الرفيعة على الساحة الدولية، وقدرتها على التأثير عالمياً، وتوجيهها نحو خدمة القضايا الإنسانية العادلة، كما أن هذه الخطوة الشجاعة التي وُصفت بأنها نقطة تحوّل في مسار التعافي الاقتصادي السوري، تعكس حكمة القيادة السعودية وبعد نظرها وحرصها على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. ولم تقتصر مبادرات المملكة على الجانب السياسي والدبلوماسي، بل امتدت لتشمل الجوانب الاقتصادية والإنسانية، حيث قامت المملكة بالمساهمة في سداد متأخرات سورية لدى مجموعة البنك الدولي، وتوفير ما يقارب مليون و650 ألف برميل من النفط الخام لسورية، لضمان تشغيل القطاعات الحيوية وتقليل معاناة السكان خلال فترات الشتاء والأزمات، هذه المبادرات السخية التي تعكس عمق الروابط الأخوية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، تؤكد على أن المملكة تقف إلى جانب سورية في السراء والضراء، وأنها لن تتخلى عن دعمها حتى تتجاوز سورية هذه المرحلة الصعبة، وتعود إلى سابق عهدها دولة قوية ومزدهرة. إن مشاركة الرئيس السوري في منتدى مستقبل الاستثمار 2025 والمنعقد في الرياض تحمل في طياتها رسائل سياسية واقتصادية مهمة، تؤكد على أن المملكة ماضية في نهجها الهادف لدعم الاستقرار الإقليمي، وإعادة دمج سورية في منظومة الاقتصاد العالمي، وفتح مسارات جديدة للاستثمار وإعادة الإعمار، كما تعكس هذه الخطوة رسائل واضحة للمجتمع الدولي بضرورة الانتقال من مرحلة المقاطعة إلى مرحلة البناء والدعم، بما يُسهم في إعادة الحيوية للاقتصاد السوري، وتنشيط قطاعات الصناعة والطاقة والخدمات. إن الترحيب العربي والدولي بحضور سورية في المنتدى يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية سورية في المنطقة ودورها المحوري في تحقيق السلام والاستقرار. وقد تناولت الجلسة الرئيسة في المنتدى فرص التعاون والشراكات المستقبلية وملفات إعادة الإعمار والاقتصاد الإنساني، إضافة إلى بحث حلول مستدامة لتخفيف الأزمات الاقتصادية في سورية، ومناقشة أهم الملفات الاقتصادية. ختاماً: المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، أثبتت أنها رائدة في العمل الإنساني والإغاثي، وسورية بتاريخها العريق وحضارتها الأصيلة تستحق كل الدعم والمساندة لكي تعود إلى سابق عهدها دولة قوية ومزدهرة، تساهم في بناء مستقبل أفضل للمنطقة والعالم، بشعبها الأبي وقيادتها الحكيمة، قادرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وتحقيق آمالها وطموحاتها في التنمية والازدهار.