تواصلت الهجمات على رجال الأمن في محافظة القطيف، ما يشكل تهديداً على استقرارها الأمني، إذ أطلق مجهولون مسلحون النار مساء أمس (الثلثاء) 4 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، على دورية أمنية كانت تتولى حفظ الأمن بالقرب من مسجد في بلدة البحاري، ولم تكن هذه المرة الأولى الذي يستهدف فيها رجال الأمن أو المنشآت الأمنية في القطيف. وقال الناطق باسم شرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية (واس) اليوم، إنه «عند السابعة والنصف من مساء أمس، وأثناء أداء إحدى دوريات الأمن مهامها الميدانية المعتادة لحفظ الأمن بالقرب من أحد المساجد في القطيف، تعرضت إلى إطلاق نار كثيف من مصدر مجهول داخل مزارع قريبة من الموقع». وأكد الرقيطي أنه لم ينتج عن الحادث تعرض أي من الموجودين قرب الموقع أو رجال الأمن إلى أي أَذى، باستثناء تلفيات محدودة في دورية الأمن، موضحاً أن الجهات الأمنية المختصة باشرت إجراءات الضبط الجنائي للجريمة الإرهابية التي ما تزال قيد المتابعة الأمنية. وكانت وزارة الداخلية أعلنت في 17 آب (أغسطس) الماضي عن مقتل رجل أمن بإطلاق نار استهدف مقر شرطة محافظة القطيف. فيما أعلنت أنها أحبطت في الشهر ذاته هجومين انتحاريين استهدفا مسجداً ومطعماً في المنطقة الشرقية، أحدهما على الأقل مرتبط في تنظيم «داعش»، الذي تبنى سلسلة هجمات في السعودية. وكانت القطيف شهدت سلسلة استهداف لرجال ومنشآت أمن خلال عام واحد ما بين 2014 إلى 2015، منها تعرض دوريات الأمن أثناء أداء مهامها في بلدة الجش في إلى إطلاق نار من سيارة، نتج عنه استشهاد الجندي سامي معوض الحربي. وشهدت بلدة العوامية هجمات عدة، نتج عنها استشهاد رجل أمن وإصابة ثلاثة آخرين خلال عملية تبادل لإطلاق النار. فيما تعرضت إحدى النقاط الأمنية في البلدة نفسها إلى إطلاق نار من مصدر مجهول، نتج عنه إصابة رجل أمن، وأثناء قيام دوريات الأمن في مركز الضبط الأمني بمهامها في مدخل بلدة العوامية شمال القطيف، تعرضت إلى إطلاق نار كثيف من مصدر مجهول نتج عنه إصابة رجل أمن بطلق ناري في الفخذ. وفي حي الناصرة بالقطيف، في أحد المواقع الأمنية المؤدي إلى بلدة العوامية، تعرض رجال الأمن أثناء أداء مهامهم إلى إطلاق نار من مصدر مجهول في المزارع المنتشرة في الحي. وتسبب الحادث إلى استشهاد الجندي عبدالعزيز أحمد عسيري، إضافة إلى تعرض إحدى الدوريات التابعة لمكافحة المخدرات إثناء مرورها في شارع أحد إلى إطلاق نار كثيف من مصدر مجهول في منطقة زراعية تفصل بين بلدتي العوامية والقديح، ما نتج عنه إصابة قائد الدورية ومرافقه. وكان مختصون أمنيون حذروا من استهداف رجال الأمن في السعودية، والتي تنفذها عناصر إرهابية مرتبطة في «داعش». وتأتي التحذيرات في أعقاب رصد عمليات حشد إلكتروني لاستهداف ضباط أمن تزايدت الفترة الماضية. وأكد المختصون على ضرورة التعامل مع هذه الدعوات ب«جدية تامة»، خصوصاً أن التنظيمات الإرهابية في المملكة تملك سجلاً حافلاً في الاغتيالات ومحاولات الاستهداف الشخصي. فيما وجه مغردون محسوبون على «داعش» تهديدات إلى رجال أمن سعوديين، مرفقين صوراً شخصية لهم، وبعض المعلومات الخاصة عن موقع سكنهم أو وجودهم الدائم. فيما شملت بعضها تحريضاً على قتلهم والاعتداء عليهم.