المفكرون والباحثون الذين خاضوا في بحر المواطنة أطلقوا على المواطنين الفعالين في تطوير مجتمعاتهم مسمى «مواطنين مشاركين». كما تشرح البندري سعود، التي تعتبر أن تداخلاً في المصطلحات القومية والدينية والآيديولوجية شوّه «قدسية الوطنية»، التي تعني على حد قولها «الالتزام الذاتي تجاه الأرض التي ولدنا عليها، وصانتنا وأمّنت لنا عيشاً كريماً، بدءاً من التعليم ومروراً بالصحة وانتهاء بحفظ الحقوق».كثيراً ما يتردد السؤال عن مفهوم الوطنية في الإسلام، الأكاديمي الدكتور بدر البدر يعرف الوطنية في الإسلام بأنها «محبة الفرد لوطنه وبلده وقيامه بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام ووفاؤه بها، وتقوية الرابطة بين أبناء الوطن الواحد وإرشادهم إلى طريقة استخدام هذه التقوية في مصالحهم التي يراها الإسلام فريضة لازمة». تؤمن أسماء الهليل طالبة أصول الدين بهذا التعريف، وتعتبر ان الإسلام عزز الانتماء للوطن بثوب حضاري يسهم في رقي الأمة والمجتمع. وترى ان مفهوم الوطنية يترادف مع الحب الغريزي للأرض والمنشأ، «جعل الله للمهاجرين مزية لخروجهم من ديارهم». وتشير إلى ان الإسلام عظّم الوطن، بتشديده على أهمية العمل والإنتاج، واعتباره القتيل دفاعاً عن وطنه شهيداً، ولفظه للعنصرية والتعصب. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحرص بشكل مستمر على التنبيه إلى خطر العنصرية والطائفية.