توقّع رؤساء أندية أدبية أن تعلن بعض الأندية وقف نشاطها خلال الأسبوعين المقبلين وذلك نتيجة تأخر وزارة الثقافة والإعلام في صرف المعونة (الموزانة)، التي تقدر ب«مليون ريال»، نحو خمسة أشهر، مؤكدين اتخاذهم تدابير عدة لمواجهة المشكلة، ومنها تقليص الفعاليات والأنشطة الثقافية إلى النصف، والتوقف عن طباعة الإصدارات، والإفادة من مخصصات الجوائز.ووصف رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني تأخر الإعانة بأنه «ظاهرة غير صحية»، مشدداً على أنها «حق من حقوق الأندية الأدبية على الدولة لمساعدتها»، مشدداً على أهمية الاستعانة ب«جهات أخرى»، مثل رجال الأعمال لتغطية العجز، وأشار إلى تجهيز نادي جدة قاعة ب 15مليون ريال، عن طريق دعم رجال الأعمال، وقال إن «مبلغ كهذا يستحيل جمعه عبر الإعانة، والدولة ووزارة المالية ليست مسؤولة عن بناء مقار للأندية الأدبية، كما أنها تنفي مسؤوليتها عن ذلك، ونحن نتعامل معها وفقاً لهذا الأمر، خصوصاً أننا نطالب بأن نكون مؤسسات مدنية مستقلة عن الدولة»، كاشفاً عن استعانة نادي جدة قبل نحو شهر ونصف الشهر ب«مخصصات كل من جائزة محمد حسن عواد للإبداع، وجائزة أدبي جدة للدراسات الأدبية والنقدية البالغة كل منهما 200 ألف ريال»، راجياً من الوزارة ألا تتأخر المعونة أكثر، منوهاً إلى صرفها في الغالب في مطلع آذار (مارس) أو منتصفه، لافتاً إلى أنها «المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر، منذ أربعة أعوام»، كما أشار إلى تفاوت تأثير التأخير من ناد إلى آخر، «إذ لدى بعض الأندية مخارج أخرى لتدارك تبعات المشكلة». في الوقت الذي لفت فيه رئيس نادي جازان الأدبي أحمد الحربي، إلى إعلان عدد من الأندية تضررها، وأكد أحقيتهم في ذلك، مؤكداً أنه في حال تأخر المعونة أكثر لا شك بأنها ستؤثر في نادي جازان أيضاً، وأوضح أن الإعانة ليست فقط من أجل إقامة الأنشطة وإنما تحتاجها الأندية لتوفير الخدمات الحيوية، إذ ثمة مكافآت موظفين، وفواتير كهرباء، وهاتف وفاكس. وقال: «إننا في نادي جازان لسنا مبذرين، ولم نقم ملتقى وليست لدينا جائزة، لذا لم نعانِ كثيراً لعدم وصول الموازنة بعد، ولم نتأثر من ذلك تأثيراً مباشراً، ولم تتعطل أنشطتنا، مثل بقية الأندية الكبرى، ولم نحتج إلى معونات خارجية»، مشيراً إلى سعيهم لتأسيس جائزة في الشعر، وأشار أيضاً إلى أن من العوامل التي جنبتهم العجز المالي، وجود احتياطي لنحو ستة أشهر مقبلة، بسبب تلقيهم « دعماً بنحو مليون ريال قبل عامين من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أثناء زيارته إلى جازان». فيما أكد رئيس نادي حائل الأدبي محمد الحمد تأثير تأخر المعونة في فعاليات النادي، وقال: «عملنا على تقليص فعالياتنا خلال الشهرين الماضيين بنسبة 50 في المئة، إذ لم يعد يتجاوز عدد فعالياتنا في الشهر الفعاليتين، وذلك تحسباً لتأخرها أكثر، أو تغيير رقمها المعتاد، متسائلاً: هل ستأتينا المعونة كما اعتدنا لنقوم بفعالياتنا كما خططنا لها؟». لافتا إلى أن «جائزة الرواية من الأمور التي تريثنا فيها بسبب ذلك»، وقال: «لم نتواصل مع الوزارة كثيراً بسبب تأخر المعونة، وآخر ما وصلنا أنها ستصرف قريبا من دون وعد واضح وصريح»، وقال: «بعد الإصدارات الكثيرة للنادي بدأنا نعيد النظر في آلية تسلّم الكتب، كما توقفنا عن استقبال الكتب منذ نحو ثلاثة أشهر، وسنستأنف استقبال طلبات الطباعة من جديد». وقال إن خفض مكافأة طباعة الكتاب من ستة آلاف إلى أربعة آلاف لم تحسم بعد، إذ في كل موسم تتم تشاورات يتم التصديق عليها أو عدم التصديق، لافتاً إلى أن هذا الأمر لا دخل له بتأخر المعونة. وكشف عن تلقي الجائزة دعماً بمبلغ كبير، وصلتهم دفعة منه.