لا يحكي اليوم الوطني قصة وطن وسيرة رجال فقط. بل يمهد الطريق إلى مستقبل "الحلم السعودي"، مستقبل يستشرفه ملك آلى على نفسه إلا أن يحقق أحلام مواطنيه في غدٍ أجمل. ويمكن القول إن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تجسد فكرة الحلم السعودي، بأن تكون المملكة شريكاً أصيلاً في بناء عالم الغد وصياغة مستقبل العالم، تصدر العلوم والمعارف والتقنيات الحديثة، وتستعين بالعقول العالمية للمشاركة في تحقيق هذا الحلم. تتوج جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مرحلة مهمة من التحول الكبير الذي تشهده السعودية منذ 26/6/1426ه، حين تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم في المملكة، لكنها أيضاً ليست أكثر من محطة على الطريق إلى مستقبل "الحلم السعودي". عبر قطار "الحلم السعودي" أيضاً محطات كثيرة بارزة، منها إقرار نظام هيئة البيعة، وتطوير أنظمة القضاء والتعليم، والتغييرات الوزارية، وانعقاد لقاءات الحوار الوطني، والبدء في أعمال توسعة للحرمين الشريفين، وإنشاء مشروع جسر الجمرات الجديد. كما عبر محطات أخرى، منها إطلاق مشاريع المدن الاقتصادية في رابغ والمدينة المنورة وجازان وحائل، وتوسعة مشاريع الهيئة الملكية في الجبيل وينبع، وخصخصة عدد كبير من القطاعات الحيوية المهمة، وتحسين بيئة الاستثمار المحلي والأجنبي، والتقدم خطوات كبيرة في هذا المجال، وغير ذلك الكثير الذي لا تتسع مساحة هذه الكلمة لذكره. لم يعبر قطار "الحلم السعودي" فقط محطات محلية، إذ أطلق خادم الحرمين الشريفين العديد من المبادرات التاريخية على الصعيد العالمي، أبرزها مبادرة السلام العربية، ودعوته إلى الحوار بين أتباع الأديان والحضارات، ومناداته إلى المصالحة العربية انطلاقاً من حرصه على وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات، كما شارك بفاعلية مع زعماء الدول ال 20 في بحث مشكلات الاقتصاد العالمي. وانتهز يوم الوطن لأعرف بمساهمة البريد السعودي في صناعة الحلم السعودي، إذ سعى في البداية إلى العمل على عنونة كامل مساحة المملكة فأصدر الرموز البريدية لجميع مساحة المملكة العربية السعودية، وشرع في تنفيذ أعمال عنونة المباني والمواقع في عدد كبير من المدن. وبهذا استطاع البريد السعودي إصدار عنوان سهل ومميز لكل موقع في المدن السعودية، وهذا يعتبر البنية التحتية التي تعتمد عليها باقي المشاريع والخدمات، مثل خدمة واصل، والعديد من الخدمات التقنية المميزة، مثل خدمة "المحدد السعودي"، التي تساعد على تحديد العنوان بكل سهولة عن طريق بوابة البريد الإلكترونية (sp.com.sa). وهذه الخدمة لها العديد من التطبيقات المفيدة للقطاعين العام والخاص التي تحتاج الوصول إلى المواقع مثل الإسعاف والإطفاء ونحوها. وتمكن البريد السعودي من عمل نظام "المحدد الملاحي" لتحديد المواقع وخط السير وللاستدلال على المواقع أثناء السير بالمركبات وسيتم تسويقه قريباً. وأطلقت المؤسسة أيضاً خدمة "تقفي الأثر" لمعرفة مسار الرسالة أو الطرد بعدة طرق: هاتفيا، أو عن طريق بوابة البريد الإلكترونية أو عبر الرسائل القصيرة، إضافة إلى إطلاق خدمة "البريد الإلكتروني" الذي يربط كل عنوان بريدي بعنوان بريد إلكتروني خاص بصاحب العنوان البريدي، ليتمكن من استخدامه للتعاملات الإلكترونية، ولمعرفة ما يصل إليه من رسائل بريدية. وواكب كل ذلك تحسين وتطوير إجراءات العمل وإعادة هندسة الإجراءات لرفع معدلات الأداء، وميكنة الأعمال، والاعتماد على التقنيات الحديثة في الفرز والمعالجة والتوزيع. وسيدشن البريد السعودي سوقاً إلكترونية لتوفير خدمات التجارة الإلكترونية في المملكة وتمكين المواطن والمقيم من الشراء من المتاجر المتاحة على شبكة الإنترنت والحصول على السلعة التي يريدها في بيته. ويتطلع البريد السعودي إلى تحقيق تطلعات وتوجيهات ولاة الأمر في توفير الخدمات للمواطن والمقيم بأفضل الطرق وأحدثها وجعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة وصياغة مستقبل العالم. نائب رئيس البريد السعودي للشؤون الفنية وتقنية المعلومات