إرادة تتغلب على الإعاقة

يقول البطل السعودي نايف المسرحي، من ذوي الإعاقة والحاصل على الميدالية الذهبية:" كانت المنافسة قوية جداً مع منافسي، وكان هدفي قبل السباق 11 ثانية، وأثناء نهاية السباق جاءتني قوة داخلية جعلتني أعدو بشكل سريع، وهذا ما جعلني أحقق البطولة وبرقم 10.94 ثانية، واختتم قوله بحديثه لذوي الإعاقة بأن لا تجعلوا إعاقتكم تقف حاجزاً بينكم وبين طموحاتكم، فجميعكم تملكون إمكانيات كبيرة جداً، فبكم نفتخر وترفعون علم بلادكم عالياً خفاقاً.
سطع نجم البطل السعودي في سماء مدينة نيودلهي بالهند، في بطولة العالم لألعاب القوى البارالمبية 2025، لم تعد الرياضة مجرد ساحة للتنافس الجسدي، بل تحولت إلى واقع يختبر ويظهر الإرادة الإنسانية وبأبهى صورها، الرياضيون من ذوي الإعاقة أصبحوا اليوم رموزًا استثنائية، فقد أظهروا قوتهم وعزيمتهم وأداءهم وإنجازهم المميز، واستطاعوا أن يثبتوا للعالم أن الإعاقة ليست عائقاً، بل أصبحت دافعاً يدفع الجسد والعقل نحو آفاق جديدة من الإبداع.
يمتلك الرياضي من أصحاب الهمم تجربة مزدوجة، فهو يواجه تحديات فسيولوجية واضحة، لكنه يمتلك في مقابلها عزيمة وإصرارًا تتجاوز حدود تلك التحديات، فهذة العلاقة بين الجسد والإرادة تُفضي إلى حالة رياضية فريدة؛ إذ يصبح التدريب ليس مجرد تحسين للمهاراة بل رحلة لإعادة بناء الذات.
أصبحت الألعاب البارالمبية الحدث الأبرز الذي يجسد تطور حضور ذوي الإعاقة على الساحة الرياضية، فهي لا تمنحهم مساحة للتنافس فحسب، بل تضعهم في قلب الاهتمام العالمي، وأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، فمع الاهتمام الإعلامي وتطور القوانين الدولية الداعمة لهم، بدأت المجتمعات تدرك بأن مشاركتهم في الحياة حق أصيل.
عندما يشاهد الجمهور الرياضي ذوي الإعاقة، وهم يحققون أرقاماً قياسية ويتنافسون على تحقيق الذهب، فإن كثيراً من الصور النمطية التقليدية تتهاوى بلا رجعة، ويزيد وعي المجتمع وتدفعه باتجاة بناء مجتمع أكثر شمولاً وتكاملاً، لا شك أن هناك احتياجات تساعدهم في اكتساب المهارات الفنية والبدنية والنفسية والمهارية، تتحدد في الأدوات والمعدات؛ مثل الكراسي المتحركة وتوفير المنشآت؛ مثل المنحدرات، وأيضًا إيجاد أحواض السباحة ذات المنصات المتحركة.
ختامًا أقول: إن الاستثمار رياضياً بذوي الإعاقة يعتبر أمرًا وطنيًا واقتصاديًا، وقبل كل شيء هو أمر إنساني.