احتياجات خاصة

الحمد لله الذي عافانا، كلمات يجب أن نرددها دائماً ونعي معناها الحقيقي فيما منحنا الله وأعطانا من نعم أولها صحة الأبدان وكمالها، وقد نغفل عنها حتى نشاهد من فقد جزءاً أو حتى عدة أجزاء منها في امتحان من الخالق لعبيده إما في النفس أو في الأبناء ،وهذه مشيئته وحكمته التي لا نعترض عليها بل نرضى كامل الرضا حامدين وشاكرين وقانعين بما رزقنا ووهبنا، ونتعايش بهذه النعم التي لا يمكن أن نحصيها وتحيط بنا من جميع النواحي ،أدركنا ذلك أو لم ندرك، وقليل من يدرك !!
والإعاقة التي قد تصيبنا منذ ولادتنا أو حتى بعد ذلك قد تسبب للكثير الإحباط في حياته وأيضاً في تعايشه أو تعامله مع الآخرين أو حتى في مجتمعه وماهي إلا أسوار وحواجز في أذهاننا نجعل من أنفسنا حبيسين لها بين أوهام تعيق قدراتنا ومهاراتنا وكلام الناس ونظرتهم لنا ،وتظل هذه الحواجز تكبر معنا وتتغلب علينا ونستسلم لها، ولا نعي حقيقة الخير في هذا إلا بعد فوات الأوان لا قدر الله.
والذي يؤكد هذه الحقيقة ما شاهدته في نادي ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدينة المنورة الأسبوع الماضي عندما شرفت بمشاركتهم في احتفالية تكريمهم من قبل مجلس إدارة النادي وأبهرتني هذه المجموعة من قوة الثقة بالنفس والارادة الحقيقة التي يملكونها في التغلب على إعاقتهم ورمي الحواجز والأوهام خلفهم والاثبات بأن الإنسان مهما كان يمر بظروف في دنياه يستطيع أن يتجاوزها متى ما ملك الارادة الصادقة وتهيأت له البيئة التي تدل على أنه جزء من المجتمع لا يمكن إغفاله وأنه شريك فعال في البناء والتنمية للوطن.
شباب على مقاعد متحركة يمارسون الرياضة بكل أنواعها بكل ثقة وحماس قد لا تجده في أصحاء البدن اعتمدوا على أنفسهم ليشاركوا في المنتخبات الرياضية الخاصة وتفوقوا وحققوا من الإنجازات ما يجب أن نفخر ونعتز بهم، وأثبتوا أن الإعاقة ليست بالجسد وإنما الإعاقة الحقيقة تتواجد لدى الجميع وقليل من يتغلب عليها، فليس كل من يبصر ذا بصيرة وليس الكل يملك الإرادة والعزيمة.
هؤلاء أبناؤنا والذين من أقل حقوقهم علينا أن نمنحهم الفرص المناسبة في مجتمعنا وأن نمد لهم يد العون والدعم لا شفقة بهم فقط، بل لأنهم قادرون أن يصنعوا الفرق معنا ويكونون جزءاً منا ولا نتخلى عنهم أبداً ونعينهم ونهيئ لهم البيئة المناسبة في كل المجالات وهذا دورنا.