أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أمس (الأربعاء)، أن تبادل الرسائل غير المباشرة بين طهرانوواشنطن ما زال قائماً رغم التوتر المتصاعد حول الملف النووي والأزمة الأخيرة بشأن التأشيرات. وقالت مهاجراني إن هناك مناقشات جارية مع الجانب الأمريكي، مشيرة إلى أن عدداً من دول المنطقة ساهمت في تيسير هذه المحادثات، لكنها نفت وجود وسيط رسمي حتى الآن، بينما اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن فرض قيود "غير مسبوقة" على وفود بلاده المشاركة في اجتماعات الأممالمتحدة يتعارض مع التزامات الولاياتالمتحدة كدولة مضيفة، مشدداً على أن هذه الخطوات تضعف مصداقية واشنطن. ودعا بقائي الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) إلى تبني "نهج إيجابي وحسن النية"، مؤكداً أن طهران لم تغلق باب الدبلوماسية، وأن التفاهمات الأخيرة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حظيت باعتراف مديرها العام رافائيل غروسي. وفي السياق ذاته، أجرى وزراء خارجية الترويكا الأوروبية اتصالاً هاتفياً بنظيرهم الإيراني عباس عراقجي، أعادوا خلاله التأكيد على ضرورة التزام طهران بتعهداتها النووية، محذرين من إعادة فرض العقوبات الأممية بموجب "آلية الزناد" إذا لم تتخذ خطوات ملموسة خلال المهلة المحددة. وأوضحت برلين أن "الكرة ما زالت في ملعب إيران"، مع إمكانية تمديد المهلة في حال أظهرت طهران تجاوباً أكبر. وفي مقابل الضغوط الأوروبية، صعّدت واشنطن بدورها إجراءاتها، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إدراج أربع جماعات موالية لإيران – هي حركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء، وحركة أنصار الله الأوفياء، وكتائب الإمام علي– على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، متهمة طهران بتمكينها من شن هجمات في العراق، بما في ذلك استهداف السفارة الأميركية وقواعد عسكرية. كما فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على أكثر من عشرة أفراد وكيانات ووسطاء ماليين اتُهموا بتسهيل تحويلات بملايين الدولارات من عائدات النفط لصالح الحرس الثوري الإيراني ووزارة الدفاع، عبر شبكات أُطلق عليها"مصارف الظل" تعمل بواسطة شركات واجهة وعملات مشفرة. وتأتي هذه التطورات المتسارعة بينما تستعد إيران للاستفادة من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لعرض مواقفها والتشاور مع الأطراف الدولية حول مستقبل الاتفاق النووي، في وقت تتزايد فيه المخاوف من عودة العقوبات الأممية وتفاقم الضغوط الاقتصادية عليها.