في تصريحات جديدة تعكس تصاعد التوتر بين موسكو والغرب، جدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، انتقاداته الحادة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) والدول الأوروبية، متهماً إياها بالسعي لتقويض أمن بلاده، والتوسع على حسابها في الفضاء ما بعد السوفييتي. وقال بوتين، خلال كلمة ألقاها في العاصمة الصينية بكين: إن "الغرب، بمساعدة الناتو، يحاول ابتلاع كامل الفضاء ما بعد السوفييتي"، مشدداً على أن تصرفات الحلف والدول الداعمة له تمثل "تهديداً مباشراً لروسيا"، وهو ما يفرض على موسكو اتخاذ خطوات ردعية لحماية مصالحها. ونفى الرئيس الروسي بشكل قاطع صحة ما وصفه ب"المزاعم الغربية" حول نية موسكو مهاجمة أوروبا، واعتبر أن تلك الادعاءات"إما استفزاز متعمد، أو عجز عن قراءة الحقائق". وأكد:" نحن نحمي مصالحنا فقط، ولا نريد مهاجمة أحد". وتطرّق بوتين إلى ملف أوكرانيا، موضحاً أن موسكو ترفض بشكل كامل انضمام كييف إلى حلف الناتو، لكنها لا تعارض انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وأضاف:" أي اتفاق سلام مع كييف يجب ألا يشكل تهديداً لأمن روسيا"، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترمب "تُظهر استعداداً أكبر للاستماع إلى المخاوف الروسية"، معرباً عن ثقته في إمكانية التوصل إلى "توافق حول ضمان أمن أوكرانيا"، بحسب ما نقلت وكالة "تاس" الروسية. وكان بوتين قد التقى نظيره الأمريكي دونالد ترمب في ألاسكا منتصف أغسطس الماضي، في إطار مساعٍ دبلوماسية لوقف الحرب الروسية – الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022. ووصف الطرفان القمة حينها بأنها "إيجابية وبنّاءة"، غير أن ترمب عاد لاحقاً ليعبّر عن استيائه من بطء المفاوضات بين موسكو وكييف، ملوحاً بفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم يتم إحراز تقدم ملموس في مسار التسوية. ورغم التوترات، أكدت واشنطن قبل أيام أنها مستمرة في جهودها الرامية إلى جمع الرئيسين الروسي والأوكراني على طاولة مفاوضات مباشرة، في وقت يشترط فيه الكرملين عقد اجتماعات تحضيرية يشارك فيها خبراء ومسؤولون من الجانبين قبل أي لقاء قمة مرتقب.