بينما حثت الولاياتالمتحدة، الصين على التدخل لإقناع إيران بعدم اتخاذ خطوات تهدد حركة الملاحة العالمية، خصوصًا في ما يتعلق بإغلاق مضيق هرمز، ووصفت أي محاولة كهذه بأنها "انتحار اقتصادي" للمنطقة والعالم، أظهرت بيانات تتبع السفن، أمس (الاثنين)، أن ناقلتي نفط عملاقتين على الأقل قامتا بتغيير مسارهما قبل الوصول إلى مضيق هرمز، وذلك بعد تصاعد حدة التوترات العسكرية في المنطقة عقب الضربات الأمريكية، التي استهدفت مواقع داخل إيران. وتسببت هذه التطورات في دفع العديد من السفن إلى تسريع عملياتها أو تغيير مساراتها أو حتى التوقف مؤقتًا؛ خشية التصعيد العسكري. وتزايدت المخاوف من احتمال أن تقدم إيران على إغلاق مضيق هرمز، وهو الممر البحري الاستراتيجي الذي يعبر من خلاله نحو 20% من إمدادات النفط والغاز العالمية. وقد أسهم هذا القلق في دفع توقعات أسعار النفط للارتفاع إلى مستوى 100 دولار للبرميل في الأسواق العالمية. ووفقًا لمصادر ملاحية، أصبح التأثير على حركة النقل النفطي واضحًا، حيث تحاول العديد من ناقلات النفط تقليل الوقت الذي تقضيه في منطقة المضيق لتفادي المخاطر. وأفادت شركة "سنتوسا شيب بروكرز"، ومقرها سنغافورة، أن عدد ناقلات النفط الفارغة التي دخلت الخليج العربي تراجع بنسبة 32% خلال الأسبوع الماضي، كما انخفض عدد ناقلات النفط المحملة المغادرة بنسبة 27% مقارنة بمستويات أوائل مايو الماضي. وفي السياق ذاته، صرح "كي لين"، المتحدث باسم شركة "فورموزا" التايوانية للبتروكيماويات، بأن ملاك السفن أصبحوا حريصين على تقليل الوقت الذي تقضيه السفن داخل مضيق هرمز بسبب تصاعد النزاع، مؤكدًا أن السفن ستدخل المنطقة فقط عندما يحين وقت تحميلها مباشرة. يذكر أن إيران سبق وهددت عدة مرات بإغلاق المضيق في حال تعرضت مصالحها للخطر.