✒دارت دائرة محاولاتي الكتابية حول عدة خسارات ثم تمركزت في نقطة واستقرت عليها حيث لا مخرج منها إلا إليها. تحوم كطير في جو السماء روح تريد العودة لصاحبها ولكنه نبذها أشر نبذة وتمرد عليها فلم تخنع له فخرجت منه لتتبرأ من قلبه الذي تجرد من إنسانيته فبقي إنساناً بلا إنسانية! يقترف ما يقترف دون رفة جفن ولا نبض وجدان ولا يتحرك ساكن بداخله! كأنه من السباع أو الجوارح طغى فبغى وبغى فأهلك! فرعون عظيم على عرش قلبه! وما استقر ذلك الفرعون إلا حينما عَظُمَ حب الذات ومات الضمير واغتيلت الإنسانية فبطش بطش الجبارين وعلا علو المتكبرين ولكنه في عين الحقيقة أحقر من الذرة وأصغر من حبة الخردل! حياة الضمير تجعل الإنسان رحمة تمشي على الأرض وخير يسابق الخير كأنه يرتقي بصفاته للملائكية لولا خلقته الطينية المتأصلة فيه. ولكن الخسارة الكبرى موت ذاك الضمير فموته يعني أن يعيش خَرِبَ الداخل والخارج متسلطة عليه شياطين الهوى وأبليس يخرج من وحل ويقع في مستنقع ويستقر به الحال لحفرة مظلمة لا يرى فيها شق يبزغ منه نور ظلمات ترسله لظلمات ومازال يموج فيها حتى يعلم يقيناً بأنه خسر حقيقته الإنسانية المتجوهرة في ضميره الحي وربح البخيس النتن الكريه المظلم، و السوء الشيطاني، والموت حياً، وسلك الطريق المؤدي لأسفل القاع بموت ضميره و محو إنسانيته. أن مات بين المرء حس ضمائر فالشر يهلك بعد كل صدام تجرد من كونه إنساناً وبقي طيناً خالصاً تمتد جذروه لسابع أرض وعاد حيث حفرته المظلمة حيث أراد . وفي النهاية: ليس بعد موت الضمير أي جريمة تَعْظُمُ في العين! فهو كالخمر يأتي بكل الخبائث!