بكل تأكيد أنه يمر على المرء نوعين من الأصدقاء، أصدقاء العافية، وأصدقاء الشدائد؛ فالنوع الأول أبشر بهم في السوالف والطقطقة، وقال شايع وقال فايع، وإذا احتجتهم تواروا عنك وكأن الأرض ابتلعتهم فلا تجد لهم أثر، والنوع الثاني هم أصدقاء الشدائد والملمات، تجدهم يلفون بك لف السوار بالمعصم، ولو لم تنتخيهم فهم معك بمشاعرهم وأحاسيسهم، يشعرون بهمك ولو لم تشرح لهم همومك ومعاناتك؛ لإنهم بمرؤتهم وصدق مشاعرهم يشاركونك كل تفاصيل حياتك، ويدركون متى تكون بحاجتهم فيبادرون بكل علم طيب وبكل مشاركة وجدانية صادقة، ولايجعلونك تريق ماء الوجه، فتجدهم إلى جانبك يقيلون عثرتك دون أن يحسسونك بأنهم متفضلون عليك بل إنهم يفعلون كل ذلك من واقع صداقة صادقة، ومحبة نافذة إلى باحات الوعي الحقيقي بعيدا عن المراءات والتبجح والأفندية. وكم هم الأصدقاء الذين كسبت صداقاتهم خلال عملي الصحفي؛ فوجدتهم كالذهب الذي لايصدأ مهما تقادم الزمن، بل أجدهم يتجددون في وفائهم وسؤالهم عني الذي لا ينقطع، وتواصلهم الجميل، ولعلني لا أخفي بعض الأسماء الجميلة التي احتفظت بزاملتي وصداقتي لسنوات طويلة في منطقتي عسير، وجازان الفل؛ ففي جازان قدر لي التعرف على قامات كبيرة وجديرة كثيرة، من هذه القامات الكبيرة، الشيخ حسن بن مفرح الغزواني، الذي وجدته بقامة وهامة جبل صماد وفاء، وديمومة سؤال وتواصل، والزميل الدكتور علي بن إبراهيم خواجي، مدير مكتب المدينة، والإعلامي العتيد حسن بن إبراهيم حزيمي، والإعلامي القدير علي بن عبده جبيلي، والإعلامي الخلوق ياسين بن أحمد القاسم، والأستاذ الدكتور علي بن محمد عواجي، وكثير من إعلاميي ومثقفي وأكاديميي جازان، إلى جانب العديد من أبناء عسير الذين لا زالوا يغمرونني بكثير من السؤال والاتصال وهم أكثر من أن أورد أسمائهم... المهم الذي أراه ويراه كل عاقل، وكل وفي ومخلص، ألاّ تتوقف صداقاتنا على انتهاء مهمة الإنسان في عمل ما، بل تمتد إلى ما بعد الركض وأن تكون صداقاتنا خالصة بلا زيف، هذا علمنا وسلامتكم على الله.