في عالم يتغير بسرعة، لم يعد النجاح الاقتصادي مرتبطًا بوفرة الموارد الطبيعية أو قوة قطاع واحد مهما كان حجمه بل بقدرة الدول على بناء اقتصاد متعدد القطاعات مرن، متنوع، وقادر على توليد فرص جديدة باستمرار. هذا هو جوهر مفهوم التنويع الاقتصادي: الانتقال من الاعتماد على محرك واحد إلى اقتصاد يعمل بعدة محركات إنتاجية متوازنة وتلتقي هذه الفلسفة مع ما تقدمه مؤسسات دولية كبرى مثل UNCTAD و S&P Global التي أصبحت تقود التفكير الاستراتيجي العالمي حول مستقبل النمو والتنمية . UNCTAD و S&P Global: كيف ترى المؤسسات العالمية مستقبل التنويع؟ UNCTAD مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية جهة دولية رائدة في تحليلات التجارة والتنمية، وتشير تقاريرها إلى أن الدول التي توسّع من تعدد قطاعاتها الاقتصادية تحقق تنمية أسرع وأكثر استدامة، لأنها تقلل مخاطر الاعتماد على قطاع واحد . S&P Global ستاندرد آند بورز العالمية واحدة من أهم المؤسسات الاقتصادية التي ترى أن الاقتصادات التي تبني محركات نمو جديدة مثل الصناعة المتقدمة والاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة تصبح أكثر قدرة على جذب الاستثمار وتعزيز الاستقرار الاقتصادي طويل الأجل . كيف تلتقي هذه الرؤى العالمية مع رؤية ال مملكة 2030؟ تُجسّد رؤية السعودية 2030، التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التوجه العالمي نحو بناء اقتصاد حديث يقوم على تعدد القطاعات وتحويل المملكة إلى قوة اقتصادية رائدة إقليميًا وعالميًا وترتكز الرؤية على ثلاثة مسارات رئيسية منسجمة مع توصيات المؤسسات الدولية : 1. بناء اقتصاد متعدد القطاعات ال مملكة توسّع قطاعاتها الجديدة في السياحة - التعدين - الصناعة المتقدمة – الت كنولوجيا الحديثة - الطاقة المتجددة - - الخدمات اللوجستية مما يعزز مرونة الاقتصاد ويخفض الاعتماد على أي قطاع واحد وفي اللملكة هو القطاع النفطي. 2. جذب الاستثمارات النوعية تؤكد تقارير UNCTAD أن الاستثمار يتجه للدول ذات التشريعات الواضحة والبنية الرقمية المتقدمة وهي ركائز أساسية طورتها المملكة خلال السنوات الأخيرة ضمن إصلاحات يقودها سمو ولي العهد حفظه الله. 3. تطوير المهارات البشرية توضح S&P Global أن تنويع القطاعات لا يكتمل دون بناء مهارات المستقبل وتعمل المملكة عبر برامج التعليم والتقنية والذكاء الاصطناعي على تجهيز جيل وطني قادر على قيادة اقتصاد متعدد المحركات . النتيجة: نموذج سعودي يقود موجة التنويع الاقتصادي العالمي من خلال الجمع بين رؤى المؤسسات الدولية وإصلاحات رؤية 2030 والدعم القيادي المباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (حفظهما الله ) تقدم المملكة اليوم نموذجًا استثنائيًا في التحول الاقتصادي إ قتصاد يقوم على تعدد القطاعات يجذب الاستثمار ويُدار بكفاءات وطنية عالية قائداً المملكة نحو مستقبل اقتصادي تنافسي ومستدام . المستشار فرحان حسن X: https://twitter.com/farhan_939 e-mail: [email protected]