الدراما الرمضانية وجبة اعتادها المواطن العربي خلال الشهر الفضيل، وأصبحت إلزامية كالتمر على مائدة الإفطار، الكل يسعد بمشاهدة فصول تلك الدراما التي تحاول أن تعكس صورا عن مجتمعاتنا العربية من زوايا مختلفة. ومع قرب انتهاء الشهر الفضيل ينشغل الكل بإرسال رسائل المعايدة للأهل والأقارب والأصدقاء، باستثناء النقاد الذين يخرجون أوراقهم ليس لكتابة برقيات معايدة بل من أجل إعداد خطبة كاملة ب”طول خطبة الجمعة” لنقد الدراما العربية وخاصة الخليجية، مُطبقين عكس قاعدة “الخير يعم والشر يخص”، بتجاهلهم بعض المسلسلات التي استطاعت فعليا جذب أنظار المشاهد العربي بجودة التقديم والطرح. يقولون، وكالمعتاد، إن مستوى الدراما العربية في انحدار وهو ما أجده مخالفا للواقع، بل هي تسير على خط مستقيم من دون انحدار أو ارتقاء أيضًا. والشعور بالملل تجاه الدراما كتأكيد على انحدار مستواها أمر مردود، فالاعتياد يقلل من متعة الفعل، فمع بداية عام 2000 كان حديث الناس الشاغل المسلسلات المكسيكية المدبلجة إلى اللغة العربية التي استطاعت جذب أنظار المشاهد ل200 حلقة وربما أكثر، ولكن سرعان ما زال بريقها لدى المشاهد العربي، ومع بداية عام 2007 أصبح حديث الناس الشاغل المسلسلات التركية التي بدأ الناس في الانصراف عنها تدريجيا.. هذا هو حال الدراما التي لم نعتدها إلا مع بداية الألفية الجديدة، فما توقعاتكم لمقدار متعة الدراما التي نشأنا ونحن نشاهدها..