قضية حميدان التركي .. والحكم الجائر! موضي الزهراني * من منطلق المناداة بتطبيق بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي اعتمد ونشر على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من ديسمبر 1948 ووقعت عليه المملكة العربية السعودية بطوعها وبهدف توثيقها للعلاقات والمصالح الدولية بدون إجحاف لحق الآخر في التعبير عن رأيه، نأتي لقضية الطالب السعودي والمبتعث لنيل درجة الدكتوراه من \"الولاياتالمتحدةالأمريكية\" والتي يعتبرها العالم أكبر وأكثر الدول مناداة بتطبيق الحرية الشخصية، والحق في حياة كريمة، وغيرها من الشعارات الوهمية التي يؤكدها الظلم الحقيقي في قضية \"حميدان التركي\" والتي انتهت بحكم 28 سنة بسبب خادمة إندونيسية لانعلم ماهي الضغوط التي عاشتها لكي تتهم زوجا مستقرا مع زوجته الصابرة والمكافحة والتي تحملت ضغوطاً لاتتحملها زوجة علاقتها عادية مع زوجها، أو زوجة تشك في إخلاصه الزوجي لها، حتى تأتي ببساطة خادمة إندونيسية تلغي حياة أسرة بكاملها وترميها خلف القضبان! ولا ألغي هنا إنسانية الخادمة أو حقوقها في رد اعتبارها لو تعرضت للاعتداء الجسدي أو الجنسي كما ادعوا وحاكموا التركي عليها! لكن عدم العدالة واضح جداً، والعنصرية ضد المسلمين معلنة في هذه القضية وبالذات ضد السعوديين الملتزمين وخاصة من تتمسك نساؤهم بالحجاب الإسلامي مما يجعلنا نستغرب مناداتهم بالحرية الشخصية على مستوى الدين والملبس والتعليم وفي المقابل يعلنونها صراحة حربهم الشرسة ضد أي مبتعث لديهم لجأ لبلادهم بحثاً عن العلم وابتعثته بلاده توثيقاً للعلاقات الدولية والمصالح المشتركة بين البلدين. وما حدث مؤخراً في قضية \"حميدان\" لدليل على عدم تطبيق أبسط حقوق الإنسان التي يتشدقون بها ولم تحاول الجهات الحقوقية الدولية أو حتى المحلية لدينا وضع حد لهذه الهزيمة الحقوقية! فالمادة رقم \"5\" من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على الآتي \"لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أوالحاطة من الكرامة\" لكن ما واجهه التركي وعائلته إلى الآن في منتهى القسوة التي لاتشير إلا لحرب عنصرية لابد من التدخل لإنهائها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لاتتكرر حالات أخرى من الظلم الخيالي لطلابنا المبتعثين للبحث عن الدرجات العلمية المميزة! وما قرر ضده من حكم جائر لأكبر دليل على أنهم يخالفون الاتفاقيات الحقوقية ويحاسبوننا في المحافل الدولية بكل سخرية عن قيادة المرأة والحجاب وزواج المسيار وتعدد الزوجات، ونحن نبحث عن رضاهم وندافع عن أنفسنا بكل ما أوتينا من قوة الحجة وهم لايملكون تجاهنا إلا الاستهزاء بنماذجنا المشرفة! ولا أملك من زاوية مؤلمة بداخلي إلا أن أدعو للتركي بالفرج العاجل، والصمود والثبات لعائلته، وألا تخيب آمالهم بمساعي ملك الإنسانية مع رئيس أمريكا الجديد \"أوباما\" الذي بدأ عهده بالتفافة إنسانية لمعتقل جوانتانامو، وإن كانت هناك حالات مصغرة من هذا المعتقل في سجون المقاطعات الأمريكية لايؤكدها إلا حالة \" حميدان التركي \"المؤلمة ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ * كاتبه بصحيفة \"الوطن\" السعودية0