أكثر من 160 ألف نسمة يتلقون خدمة من مستشفى وحيد بلا أطباء في عدة تخصصات مهمة، ويعمل بما لا يزيد على ثلث القوى العاملة المعتمدة من قبل وزارة الصحة أي بما نسبته 39 % فقط، هذا حال مستشفى وادي الدواسر اليتيم -كما وصفه الأهالي- الذي يقف عاجزا عن تقديم الخدمة بالشكل المأمول، وذلك بسبب الإقبال الكبير من المراجعين ونقص القوى العاملة والإمكانات وتقادم الأجهزة. ويضيف الأهالي في حديثهم ل «عكاظ»: علاوة على موقع محافظة وادي الدواسر الجغرافي الذي يربط منطقة الرياض بثلاث مناطق إدارية هي: (مكةالمكرمة، عسير، ونجران) الذي يزيد من العبء على الخدمات المقدمة بالمحافظة بشكل عام لكثافة الحركة المرورية والحوادث جراء ذلك الموقع، إلا أن فرع جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز استقطب أكثر من 8000 طالب وطالبة من المحافظات المجاورة لوادي الدواسر من تلك المناطق، الأمر الذي يزيد العبء أيضا على مستشفى المحافظة الوحيد، كما أن لوجود قوة الطوارئ التي أحدثت مؤخراً بالمحافظة بقوة عاملة تزيد على 1000 شخص بعوائلهم أيضا يزيد من كثرة المراجعين للمستشفى ومراكزه الصحية، ناهيك عن نزلاء التأهيل الشامل بمنطقة نجران بعد أن تم ضمهم لمركز التأهيل الشامل بوادي الدواسر والعديد من الزائرين للمحافظة بغرض السياحة أو التجارة نظراً لما تتمتع به وادي الدواسر من أرض خصبة للزراعة. وبحسب إحصائيات (حصلت «عكاظ» على نسخة منها) فإن المستشفى يعاني نقصا كبيرا في الأطباء، بل إن هناك عيادات باتت مغلقة لعدة سنوات لعدم وجود الأطباء كعيادات القلب والنفسية والمناظير الجراحية، والمناظير الباطنية، كما يغيب استشاري عظام في المستشفى، فيما تشير الإحصائيات إلى وجود 5 استشاريين من أصل 20 استشاريا، كما أن عيادة العيون التي أغلقت لأكثر من سنتين يوجد بها أخصائي وحيد لا يستطيع إجراء العمليات وإنما يكتفي بصرف الأدوية فقط أو تحويل المرضى. وبجمع أعداد الأطباء في المستشفى والمراكز الصحية التابعة له فإن عددهم لا يتجاوز ال 60 طبيباً من أصل 125 طبيبا أو أكثر، فيما لا يوجد طبيب متخصص بقسم العناية المركزة، وعيادة النساء والولادة بلا طبيبة استشارية، ولا يختلف حال عيادة الأذن والحنجزة إذ لا يوجد بها سوى استشاري وحيد. كما بينت الإحصائيات تواجد طبيب أو طبيبين في اليوم الواحد رغم أن عدد المراجعين يتراوح بين 400 إلى 1200 مراجع، حيث يراجع العيادات الخارجية ما بين 300 إلى 400 مراجع، والمراكز الصحية -التي يبلغ عددها 18 مركزا فقط- يراجعها أكثر من 1200 مراجع. وبحسب مصادر «عكاظ» من داخل أروقة المستشفى فإنه أصبح شائعاً بين الأطباء والممرضين الأجانب أنه من يقوم بتقديم استقالته تحاول الوزارة إرضاءه بنقله إلى المدينة التي يرغب بها وذلك سعياً من الوزارة لتقليل حالة التسرب، الأمر الذي جعل الأطباء بالمحافظة -كغيرها من المحافظات- يقومون في حال عدم ارتياحهم أن يتقدموا بالاستقالات مطمئنين أن الرد سيأتيهم بطرح فكرة النقل لأنه لو طلب النقل إلى مدينة كبرى فإنه سيأتيه الرد بالرفض. وقد اتفق أهالي وادي الدواسر على أن مستشفاهم العام يعاني نقصا حادا في الكوادر والأجهزة الطبية، الأمر الذي جعلهم متذمرين من الخدمات الصحية التي يتلقونها في المستشفى رغم اهتمام وزارة الصحة بجميع المستشفيات لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين على أكمل وجه في شتى بقاع الأرض، متمنين تدارك الوضع سريعا قبل تفاقمه، ومشددين على ضرورة رفع مستوى كفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى. وأكد الأهالي أن المحافظة تستحق بحسب المعايير (مستشفى مرجعيا) عطفا على عدد السكان والمساحة والبعد عن عاصمة المنطقة الإدارية التابعة لها، وهي منطقة الرياض حيث تبعد عنها أكثر من 650 كم جنوباً، مشيرين إلى أن المحافظة كواحدة من أكبر محافظاتالرياض مساحة وسكانا بعد الخرج يوجد بها مستشفى واحد فقط و18 مركزاً صحيا، بينما المحافظات الأخرى التي تقلها مساحة وسكاناً يوجد بها 4 مستشفيات و40 مركزاً صحياً وأكثر، مطالبين باستحداث مستشفى ثان بشرق المحافظة نظراً لبعد المستشفى الوحيد الذي يقع أقصى غرب المحافظة ولخدمة أهالي الشرق الذي ما إن لزم أحدهم أخذ مغذ لأقل من ساعة أصبح لزاماً أن يقطع أكثر من 150 كم ذهاباً وإياباً لمركز الإسعاف بالمستشفى الذي يقف عاجزاً عن خدمة المرضى. وأكد الأهالي أنهم رفعوا أكثر من 7 مرات مطالبات عبر المجلس المحلي بالمحافظة وتم الرفع به من مجلس المنطقة إلى وزارة الصحة إلا أن الأهالي لم يشهدوا أي تغيير على أرض الواقع. مستشفى وادي الدواسر يشهد نقصا في الكوادر.
