تستخدم قوات الطوارئ الخاصة في عمليات حفظ النظام كتفريق المظاهرات، وإنقاذ الرهائن والمخطوفين ومقاومة الاعتصام ومكافحة شتى أنواع الإرهاب والتخريب اللذين يعرضان السلامة العامة للخطر، كما تقوم قوات الطوارئ الخاصة بأي مهمات أخرى تكلف بها كإسناد قوات الشرطة في مختلف مناطق المملكة عند الضرورة، وتساهم مع غيرها من القوات الأخرى في المحافظة على النظام وخصوصا في موسم الحج. وقدمت قوات الطوارئ الخاصة خلال ال11 عاما الماضية من ملاحقتها للإرهابيين، 13 شهيدا من بينهم ضابطان و11 فردا و449 مصابا، منهم 30 ضابطا بمختلف الرتب بعدة مواقع خلال مواجهات مسلحة مع عناصر تنظيم القاعدة، فيما قبض على العديد من المتورطين بقضايا إرهابية كان آخرها الإطاحة ب33 متهما بالعملية الإرهابية التي راح ضحيتها 5 مواطنين وإصابة 9 آخرين بدالوة الأحساء. وتنامى الدور الأمني الذي تقوم به قوات الطوارئ الخاصة، وازدادت أهميتها مع تطور حركة الحياة وبروز الكثير من المستجدات التي تستدعي تدخلها، لاسيما بعد تزايد موجة الأعمال الإرهابية التي يمارسها أفراد الفئة الضالة وأصحاب الأفكار المنحرفة، من قتل وخطف واعتداء على المنشآت العامة والآمنين والمستأمنين. وتجد قوات الطوارئ الخاصة اهتماما من قبل نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين في الوزارة، وكذلك متابعة ودعم ومساندة من مدير الأمن العام اللواء عثمان المحرج، وقائد قوات الطوارئ الخاصة اللواء خالد الحربي، وقيادات الطوارئ الخاصة، وهذا أدى إلى تطويرها ورفع كفاءة أفرادها وأسهم في قدرتها العالية على التصدي لعناصر الإرهاب والتخريب ومواجهتها بأساليب حديثة وفاعلة، أفلحت في تطويق أصحاب الفكر المنحرف. وهم يقدمون أرواحهم من أجل الوطن بكل إخلاص، ويجودون بدمائهم من أجل حماية الوطن ومنشآته وراحة المواطن والمقيم، وكثيرا ما يصاب بعضهم عدة مرات في مواجهات عديدة، ثم يستشهد بعد ذلك في مواجهة أخرى، كالشهيد النقيب محمد العنزي، الذي أصيب في مواجهة عام 2005م ثم استشهد عام 2014م. وعلى الرغم من ذلك، فإنك تجدهم يتحملون المشقة سواء في البحر أم في الصحراء، أو في مهمات تتطلب المراقبة الجوية بالطائرات المروحية في حالات هروب بعض المطلوبين إلى مناطق صحراوية، أو إلى الأحراش والأودية أو غير ذلك، مما يستدعي مراقبتهم جويا وملاحقتهم والقبض عليهم، كما أنهم قليلو الكلام والاختلاط بالعامة إلا للضرورة، ولا يتحدثون عن إنجازاتهم لا لوسائل الإعلام ولا لأقرب المقربين منهم؛ لما قد تحتويه تلك المداهمات من أسرار وخصوصيات لا يجوز إطلاع الآخرين عليها، فضلا عن حسهم الأمني الرفيع الذي يسهم بشكل كبير في إنجاح المهام المطلوبة منهم بدرجة عالية ودقة متناهية وفي زمن قياسي. ولاحقت قوات الطوارئ الخاصة، مجموعات من الفئة الضالة وحاصرتها في الشقق والوحدات السكنية في عدد من أحياء مدن المملكة ومناطقها، وبذلت من الجهود والقدرات ما أدى في النهاية إلى النتيجة الحتمية، وهي استسلام الإرهابيين أو القبض عليهم، وفي بعض الحالات يتم الاشتباك معهم، حيث يطلق بعضهم الأعيرة النارية على أفراد «قوات الطوارئ الخاصة»، مما يضطرها للرد بالمثل وتتم السيطرة عليهم على كل حال. وتستخدم قوات الطوارئ الخاصة مهاراتها وأسلوبها الأمني المميز، وكذلك آلياتها من مدرعات، وأسلحة شخصية، ومعدات خاصة، وأجهزة اتصال ومتابعة، وتمسح المناطق التي يشتبه بوجود إرهابيين فيها مسحا دقيقا دون أن يؤثر ذلك في حركة المواطنين وممارسة حياتهم الطبيعية، حيث تختار أوقاتا ملائمة تكاد تنقطع فيها حركة المارة لتنفيذ عمليات المداهمة. وكثيرا ما تتم تلك العمليات بعد منتصف الليل حرصا على سلامة المدنيين وعدم إحداث ضجة قد تلفت الأنظار أو تؤدي إلى تجمهر المواطنين، وتعريض أرواحهم للخطر، ويتم ذلك وفق خطط دقيقة واحترافية عالية ومهارات خاصة. وتشمل مهام قوات الطوارئ الخاصة التصدي للقرصنة البحرية، وحماية المركبات التي تحمل سجناء أو محكومين، والتصدي لأي هجوم محتمل، وتستخدم الطائرات العمودية في تنفيذ تلك المهام. وتشهد هذه القوات تطورا مستمرا في تدريب الأفراد وتزويدهم بالآليات والأجهزة والأسلحة التي تلائم مهامهم والتي تسهم في تنفيذ العمليات بدقة متناهية وفي وقت وجيز، كما أن أفراد هذه القوات يتمتعون بكفاءة عالية وحس أمني رفيع وجاهزية كبيرة على مدار الساعة، وقدرة على التحمل والمتابعة لساعات طويلة وعدم الإفصاح أو التحدث عن أية عملية نفذت، أو يعد لتنفيذها وهذا من أبرز أسباب نجاح عملياتها وتطورها وقدرتها على أداء المهام الموكلة إليها بمهنية عالية. وأظهرت قوات الطوارئ الخاصة تطورها في مواجهة الإرهاب؛ وذلك باستخدامها أفضل الوسائل والتجهيزات لدحر تلك الفئة الضالة، وأثبتت كفاءتها وقدرتها الواضحة في التصدي لهذا الجانب وذلك من خلال التعامل الذكي مع تلك الفئة، ومعرفة أساليبها ووسائلها، وفهم خططها، ودراسة كيفية تفكيرها، ومواكبة كل المستجدات، وهذا أفاد في توجيه الضربات الاستباقية لها، ومحاصرتها، وتشديد الضغط عليها، ومن ثم السيطرة التامة عليها، وإبطال خططها الماكرة. إن جهود منسوبي قوات الطوارئ الخاصة، وجاهزيتهم، وإخلاصهم في أداء أعمالهم، وكفاءتهم العالية، وتطوير أساليب أعمالهم، كل ذلك أسهم - بعد فضل الله ثم جهود وزارة الداخلية وإدارة الأمن العام - في دحر عناصر الفئة الضالة المنحرفة وتجفيف منابع الإرهاب، وتجنيب البلاد خطر الخوارج الفاسدين الضالين، وهم لهم بالمرصاد في كل زمان ومكان، يترصدونهم ويحملون أرواحهم في أكفهم، ويبذلون دماءهم رخيصة من أجل الوطن، وما الأحداث الأخيرة ببعيدة عن الأذهان، حيث قدم ضابط وجندي روحيهما فداء للوطن وأصيب عدد آخر غيرهم.