القتلى بالمئات والجرحى بالآلاف.. بيوت تدمر.. شعب يقتل في وضح النهار.. وفي عتمة الليل.. الضحايا هم من الأبرياء أطفالا وشيوخا ونساء.. الشعب الفلسطيني يواجه بمفرده آلة الحرب الإسرائيلية البغيضة.. كل صاحب ضمير شعر بالألم الشديد والحنق والغضب وهو يتابع بحزن مشاهد القتل والتدمير والهجمة العدوانية البربرية الشرسة التي ترتكبها إسرائيل بغطرسة وعنجهية وتعنت ضد الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره.. نتنياهو وجيشه الهمجي أهلك الحرث والنسل الفلسطيني ودمر البنية التحتية في ظل تقاعس دولي وصمت أمريكي يدعو للاستغراب، ومعايير مزدوجة أممية في تطبيق قرارات الشرعية الدولية والانحياز الواضح تجاه الإسرائيليين. على المجتمع الدولي الصامت والأمم المتحدة المتقاعسة ورعاة السلام وتحديدا واشنطن التي لم تحرك ساكنا، الاضطلاع بمسؤولياتهم والتدخل السريع والعاجل لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وإخضاعها لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، وتمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق تطلعاته المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وبدون ذلك لن يكون هناك سلام عادل وشامل في المنطقة لكي يعيش الشعب الفلسطيني في أمن وأمان، وتتكرس عوامل الاستقرار والأمن والتعايش السلمي في المنطقة، وإلا فإن الوضع في المنطقة سيظل ملتهبا خاصة مع استمرار سياسة العدوان والغطرسة الإسرائيلية التي تنهي كل الجهود المبذولة لإحلال السلام وأيضا تهيئ المناخات المشجعة لتنامي ظاهرة الإرهاب في المنطقة وتهديد الأمن والسلم الإقليمي.. نتنياهو تفنن في قتل الشعب الفلسطيني وتجاوز كل الخطوط عندما شن حربا مفتوحة وأطلق العنان لآلته العسكرية البغضية لارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني، وأطلق عملية «الجرف الصامد» وضرب بمشاعر الإحباط واليأس في نفوس الأمة العربية والإسلامية عرض الحائط، والتي تتابع بحزن عميق الأعمال الإجرامية والهمجية التي ترتكبها قواته ضد الشعب الفلسطيني. لقد تمادت إسرائيل في غطرستها واعتداءاتها المتكررة ولم تجد من يردعها بسبب غياب العدالة الدولية وطغيان سياسة الكيل بمكيالين في تطبيق قرارات الشرعية الدولية والتقاعس والتخاذل الدولي. وليس هناك شك أن الأمة العربية تضع آمالها على اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة اليوم من أجل الضغط على واشنطن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لوقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد على الشعب الفلسطيني، واتخاذ موقف عربي موحد وفعال تجاه العدوان الإسرائيلي لوقف العربدة الإسرائيلية، لأن التصعيد الإسرائيلي يضع المنطقة أمام تهديدات خطيرة تنذر بتقويض أسس الأمن والاستقرار فيها، بل إن ذلك التصعيد يضع هذه المنطقة أمام مصير مجهول خاصة أن المنطقة لا تتحمل أزمات جديدة، فالشعب السوري يواجه آلة الحرب الأسدية البغيضة المدعومة من ميليشيات حزب الله وباسيج طهران، والشعب العراقي يواجه فتنة طائفية أججها نظام المالكي الذي أوصل العراق إلى مرحلة الحرب الأهلية والإرهابية. وأخيرا، على الدول العربية سرعة إنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن بربرية نتيناهو.