أنشرها ولك الأجر

تتداول بعض مواقع التواصل الاجتماعي ووسائط الاتصالات بين الفينة والأخرى قوائم من المأكولات والمشروبات مؤكدة على أنها تحوي مواد مسرطنة مستشهدة على ذلك بما تورده من أسماء علماء وباحثين أكدوا على ذلك وبما تورده كذلك من أسماء مختبرات ومراكز علمية عالمية برهنت مختبراتها على تلك الخطورة.
وإذا بتنا نعرف أن كثيرا من التحذيرات هي في حقيقة الأمر تحذيرات زائفة وأن ما يذكر فيها من أسماء علماء وباحثين ومختبرات ومراكز علمية مجرد تلفيق وتزييف للإيهام بالمصداقية وتأكيد خطورة تلك المأكولات والمشروبات التي تحتوي عليها القوائم المتداولة، فإن ما تتركه تلك التحذيرات التي يتم تداولها من قلق واضطراب وخوف جدير بالتصدي له وإيضاح زيف ما تتضمنه تلك التحذيرات.
ومع ذلك فإن احتمال صحة تلك التحذيرات، أو على الأقل صحة بعضها، يفرض على الجهات المسؤولة اتخاذ التدابير اللازمة لتتأكد من صحة ما يتردد ومن ثم منع استيرادها وتطهير الأسواق منها وإصدار التحذيرات الرسمية مما قد يكون تم تخزينه أو تسويقه بطرق غير مشروعة منها.
كثيرة هي الأسباب التي تقف وراء ترويج تلك التحذيرات، يعود بعضها إلى أسباب أيديولوجية تتمثل في معاداة بعض الفئات لهذا البلد أو ذاك البلد ومن ثم نشر التحذيرات من منتجاته وإثارة الشبهات حولها بهدف ضرب ذلك البلد والشركات المنتجة فيه والشركات والمؤسسات الوطنية المتعاملة معه، كما أن بعض تلك التحذيرات تعود إلى صراعات بين التجار أنفسهم، ومنافسات بين الشركات المنتجة لسلع متشابهة بحيث تروج شركة الإشاعات ضد منتجات شركة أخرى من أجل إضعاف موقعها في السوق وتحويل المستهلكين من الإقبال على المنتجات التي تصنعها الشركات المنافسة إلى مستهلكين لمنتجاتها.
وأيا كانت الأسباب والدوافع وراء تلك التحذيرات فإن العبارة التي تنتهي بها والمتمثلة في (أنشرها ولك الأجر) أو (لا تدعها تتوقف عندك) تؤكد رغبة من يطلقونها في توسيع دائرة انتشارها وهو ما يوجب على الجهات المعنية أن تتوقف عندها ثم تنشر لنا الحقائق ولها الأجر كذلك.