لم يقل لنا السيد الإبراهيمي.. المبعوث العربي والأممي ماذا قال له الأسد.. وماذا قال هو للأسد.. بخصوص الهدنة المؤقتة التي يطرحها.. ويسميها بهدنة الطرف الواحد.. هل سمع الإبراهيمي من الأسد كلاما يسعده ويطمئنه إلى نجاح مسعاه.. أو سمع «مراوغات» لا تقدم ولا تؤخر.. أو سمع ولمس منه «صلفا» متوقعا يدفعه إلى اليأس المبكر.. والتهيؤ للرحيل وإغلاق ملف الحلول السلمية الذي نادى به من قبل «كوفي عنان»، واكتشف بأنه مشروع مستحيل التطبيق بعد أن وصل ضحايا النظام السوري يوم أمس «فقط» إلى «1800» قتيل، استشهد على أيدي القتلة والسفاحين من أعوانه.. وحتى لو تحققت الهدنة المؤقتة التي طالب بها الإبراهيمي.. فإن إمكانية استمرارها وتثبيتها باتت مستحيلة في ظل التصعيد الإجرامي لحملة القتل ونزيف الدم التي مارسها النظام ضد شعبه.. وتوقع معها الرئيس الأمريكي «أوباما» في حملته الانتخابية يوم أمس.. أن مصير الأسد بات محسوما.. ورهن مدة وجيزة.. وهو القول الذي يؤكده المراقبون.. ويعمل على تحقيقه الشعب السوري.. وتقف وراءهم كل الشعوب المحبة للسلام.. ولا نعتقد أن الإبراهيمي يستطيع مواجهة إرادة شعب أصبح في كل بيت منه مأتم.. وشهيد. تلك مسألة.. أما المسألة الثانية فإنها تتمثل في أن الأممالمتحدة لا بد وأن تكون لها كلمة.. إذا فشلت جهود مبعوثها الثاني.. وأن يكون لديها حل جذري.. وأن تتأهب لاتخاذ قرار نافذ بالتعاون مع دول العالم المحبة للسلام حتى وإن ظل الموقف الروسي والموقف الإيراني يدعمون السفاح ويناصرونه.. وإذا فشلت المنظمة الدولية في تجاوز عقبة الفيتو الروسي/الصيني.. فإن على دول العالم الأخرى أن تفعل ما يوجبه عليها الضمير الإنساني.. لأنه ليس من المعقول أن يستمر العالم في الفرجة ودماء السوريين تهرق في الشوارع ولا من يتحرك.. ولا من يرفع السلاح في وجه السفاح.. ولا من يقيم مناطق طيران عازلة لحرمانه من استخدام قدراته العسكرية والعبث بمقدرات الشعب وبالإرادة الدولية.