رأى عدد من أعضاء الجالية البرماوية في مكةالمكرمة أن تأسيس مركز للحوار بين أتباع المذاهب الإسلامية الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مؤتمر مكة الاستثنائي مؤخرا، يؤكد حرص المملكة وقادتها على وحدة الأمة الإسلامية وتماسكها، وأكدوا أن قيام تلك الوحدة التي تنشأ عن مركز الحوار بين المذاهب ستعود بالنفع على المجتمعات الإسلامية المضطدة، وخاصة أبناء بورما الذين يعانون أشد أنواع العنف في ميانمار (بورما سابقا). وطالب كل من شيخ الجالية أبو الشمع عبدالمجيد، وعضو مجلسها نور الزبير، بوقفة قوية وصارمة توقف حالات العنف ضد مسلمي «أركان» لرفع الظلم والجور عنهم، مؤكدين أن قرارات القمة الاسثنائية لها مردود إيجابي في نفوس الشعوب العربية والإسلامية، وخاصة مسلمي أركان، وأثرا في إيقاف حالات التعذيب والعنف ضد المسلمين في بورما، معتبرين أن القرارات التي خرجت بها القمة خطوة تاريخية، وأكدا أن تأسيس مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية سيكون معينا لقضيتهم من خلال التعاون والحوار لتضامن أبناء الأمة الواحدة لنصرة قضيتهم. الباحث في شؤون الجالية البرماوية وأمين مجلسها في مكةالمكرمة عبدالله معروف يقول: لقد وصلنا مؤخرا بفضل الله ثم بفضل رحمة ولاة أمور هذه البلاد الرحماء بالجالية البرماوية إلى نتائج وأمور مبشرة فيما يخص أوضاع الجالية البرماوية من الناحية النظامية والاجتماعية، وقد فتحت جميع الأجهزة الحكومية أبوابها للتعاون معنا. ويوضح معروف بعض الإحصائيات المهمة عن أعداد الجالية البرماوية في مكةالمكرمة، فيقول: تتوزع الجالية في 38 حيا، وفي 18.298 مسكنا، ومتوسط عدد أفراد الأسرة من خمسة إلى 10 أفراد، ويسكنون في ثلاث غرف أو أقل، و56في المئة من مساكن الجالية تجاور المساجد، وتشكل نسبة المواليد فيهم نحو 73 في المئة ممن نشأوا في المملكة، منهم نحو 20 في المئة، أرباب أسر. وعن واقع بيوت البرماويين يقول معروف: «يعيش البرماويون في أحياء فوق الجبال في مكةالمكرمة، وعمرها من 40 إلى 50 سنة، وهي بيوت لمواطنين سعوديين منحوها لهؤلاء المساكين من البرماويين للسكنى فيها إما مجانا أو بمبالغ رمزية جدا، ولن تجد قيمة الإيجار للشقة في هذه الأحياء الجبلية تزيد عن خمسة آلاف إلا نادرا. ويضيف معروف قائلا: في دراسة ديمغرافية الجالية البرماوية التي أعدها معهد خادم الحرمين الشريفين بإشراف وزارة الداخلية والندوة العالمية للشباب الإسلامي بشأن أحياء الجالية البرماوية العشوائية خرجت الدراسة بعدة مشاريع بعد توصيتها بمعالجة الأحياء العشوائية من أبرزها: تحسين المنظر العام لأحيائهم عن طريق الجالية، وتطوير الأحياء بخلخلتها، وشق طرق عرضية وطولية فيها، وإشراكهم في مشروع المشاركة في التنمية الوطنية، والعمل في خدمة الحجاج من خلال برنامج المشاركة في البناء مقابل حق الانتفاع بالسكن، وتمكين الجالية من الاستفادة من الخدمات والمرافق العامة، وتسهيل وتشجيع أبناء الجالية على الانتشار والانتقال إلى مناطق صناعية.