حرم صمام القلب طفلة لا يتعدى عمرها 14 عاما من اللعب واللهو مثل قريناتها، لتجلس مستسلمة للسرير الأبيض لا طاقة لها بقلب عليل، ولا طاقة لأسرتها بأعباء جراحة ربما لا تعيد لها ما افتقدته طيلة ثلاث سنوات ماضية، لكنها تفتح لها بوابة الأمل في مستقبل بلا معاناة أو مرض. ولم تكن الطفلة نسيم يحي أحمد مهاوس، تقوى على المرض الاعتيادي المتمثل في التهاب المفاصل والروماتيزم، ليأتي انسداد الصمام ويجعلها طريحة الفراش في منزل أسرتها جنوب محافظة صبيا، لا تحركها رغبة في الحركة، ولا تمنعها إلا قوة المرض. ورغم أن الأب المشغول بأبنائه العشرة، لا يستطيع توفير لقمة العيش لأسرته، فهو من الكادحين الذين يعملون على دراجة نارية، إلا أنه بدأ رحلة البحث عن علاج لابنته علها تعيد لها الفرحة والابتسامة التي فقدتها منذ سنوات، إذ راجع بها عدة مستشفيات بمنطقة جازان، حيث قرر الأطباء أن العلاج الوحيد لها التدخل الجراحي لإنقاذ حياتها التي يهددها الخطر. توقفت الطفلة نسيم عن الدراسة، وبات السير صعبا عليها، بسبب ضيق التنفس، لتدخل في حالة نفسية تضاف إلى آلامها التي اجتاحتها، فيما الأسرة لا تعرف إلى أين المفر؟