حاصرها المرض وأفسد بهجة شبابها وقتل أحلامها، فأصبحت أسيرة لأسرة المستشفيات، وإن خرجت طريحة الفراش. تتخطفها الآلام وتتعاقب عليها الأحزان، ولا حل لديها سوى دعاء المولى عز وجل بالشفاء وسكب الدموع في ظلمة الليالي. هذه حال «ابتسام» مريضة القلب، فما حال أسرتها؟ عائلة معوزة تعيش على الكفاف، وعاجزة عن علاج ابنتها، قلة الحيلة التي وجدت الأسرة نفسها فيه تسبب في إيجاد جو من الحزن والكآبة على أفرادها، وما بين المرض والعجز تقاوم ابتسام وأسرتها، ولكن هيهات، فالوضع يسوء يوماً بعد يوم. لم يتجاوز عمر ابتسام ال22 وتسكن مع أسرتها في محافظة صبيا، وتعاني نوبات ارتفاع في دقات القلب وفقدان وعي متكررة، أجبر أسرتها بعد طول مراجعات إلى تنويمها في أحد المراكز الطبية المتخصصة في القلب في المنطقة الشرقية، وهناك أجريت لها الفحوصات اللازمة، وفي مقدمها فحص الصدى والذي أظهر إصابتها ب «متلازمة إيبستي»، وبعد إجراء فحص الرنين تبين وجود تسارع قلبي بطيني. على إثر هذه النتائج المحبطة أدخلت ابتسام المستشفى لإجراء جراحة إصلاح للصمام الثلاثي وتحويل في أوعية القلب وحدث لها بعد الجراحة بعض التشرب إذ تم علاجه بالمدرات، ثم بادر الأطباء إلى زرع جهاز يقوم وفي شكل مستمر بمراقبة سرعة نبضات القلب وتنظيمها من طريق توليد صدمة كهربائية لعضلة القلب، وبالفعل حصل تسارع مرتفع وغير منتظم، ولكن في شكل عام عاد القلب إلى الوضع الطبيعي. وتقول ابتسام: «تحولت كل أحلامي إلى كوابيس، وتلونت أيامي باللون الأسود، بعد أن فاجأني هذا المرض الغريب»، مؤكدة بأنها ما زالت تشعر أن الخطر يحدق بها ويهدد حياتها». وتضيف: «قطعت شوطاً كبيراً من العلاج على رغم الحالة المادية السيئة التي تمر بها أسرتي، وآمل من الله عز وجل أن ينجح الأطباء في إنهاء معاناتي والتغلب على مرضي»، لافتة إلى أنها تعيش وأهلها في خوف دائم من النوبات المتعاقبة التي تفاجئها. وبعد خروجها من المستشفى بأكثر من سنة وخمسة أشهر ساءت حالة ابتسام مرة أخرى وعانت من حالة فقدان الوعي، وعلى إثر ذلك راجعت المستشفى المختص بأمراض القلب الذي أكد لها ضرورة شحن الجهاز ببطارية جديدة ليعمل بكفاءة، ولكن المحبط في الأمر أن قيمة الشحن تقدر بأكثر من 40 ألف ريال، وهو مبلغ يصعب على الأسرة توفيره. وتأمل الفتاة البائسة العمل على علاجها والتكفل بقيمة شحن الجهاز في أسرع وقت، خصوصاً أن الأطباء أكدوا أن تأخير شحن الجهاز قد يعرض حياة ابتسام للخطر.