شدد خبراء أمنيون وسياسيون مصريون على أن ما ذكره الرئيس محمد مرسي في أولى جولاته الخارجية وخلال زيارته المملكة من رفض مصر أي مساس بأمن دول الخليج. واعتبار هذه القضية بمثابة خط أحمر لا يمكن تجاوزه. ومن ثوابت السياسة الخارجية المصرية. وقال السفير د. محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية إن هذا موقف مصري ثابت بصرف النظر عن أي نظام قائم لافتا إلى أن مصر لا يمكنها أن تقبل أبدا بأية محاولات لزعزعة أمن الخليج، أو التدخل في شؤون دوله. وأكد د. شاكر أنه من الأهمية التوصل إلى علاقات مع إيران تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون دول الخليج. مشددا على أن مصر تعتبر أن أمن واستقرار دول الخليج يرتبط تماما بأمنها القومي، ومن ثم لن تسمح بأية تهديدات لأمن هذه الدول. وقال اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والاستراتيجي إن ما صدر عن الرئيس خلال زيارته المملكة ينم عن فهم ووعي جيد بحقائق الجغرافيا والتاريخ ومركز ومكانة مصر ، ومدى تجذر علاقاتها مع دول الخليج خاصة المملكة. وأشار سيف اليزل إلى ضرورة أن تدرك إيران هذه الحقيقة، وأن تحسين علاقاتها مع مصر مرهون بحل هذه المعضلة والتوصل إلى تسوية لأية مشاكل قائمة مع دول الخليج ، بما في ذلك مشكلة الجزر الإماراتية المحتلة . وقال اللواء د. عادل سليمان مدير المركز المصري الدولي للدراسات إن قضية أمن الخليج من ثوابت السياسة الخارجية المصرية، ومن ثم حين يتحدث عنها الرئيس فإنه يعكس حقائق تتعلق بمواقف الدولة المصرية على مر التاريخ. وأعرب سليمان بدوره عن اعتقاده في أن أي تحرك إيراني أو تطلع يستهدف تطوير علاقاتها مع مصر ستظل قضية أمن واستقرار دول الخليج حاكمة وعنصرا رئيسا بها ، مشددا أن عليها التعامل مع هذه المسألة بوضوح وشفافية، وإثبات جديتها بالأفعال وليس الأقوال. واعتبر السفير حسين ضرار مساعد وزير الخارجية السابق أن ما ورد على لسان الرئيس بشأن أمن منطقة الخليج يمس الحقيقة تماما التي تحكم توجهات وتحركات السياسة الخارجية المصرية،مشيرا إلى أن مصر مهتمة بإقامة علاقات على أسس متوازنة مع مختلف دول العالم بعد الثورة. بما في ذلك إيران لكن هذه العلاقات لا يمكن أن تكون على حساب ثوابت مواقفها وسياساتها الخارجية وأمنها القومي.