يؤطر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا قضايا الحج في نطاق البحث العلمي، بعد أن طبع بصمته بالموافقة على تأسيس كرسي لدراسة كافة القضايا المتعلقة بالحج. وسيبدأ كرسي الأمير نايف لمعالجة قضايا الحج في بيئات البحث العلمي ببحث ودراسة آليات تطوير إسكان الحجاج، كونها أبرز القضايا المعاصرة في الحج. ويشمل البحث مرتكزين أساسيين، الأول؛ إسكان الحجاج في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، والثاني؛ إسكان الحجاج في المشاعر المقدسة. وسيعزز كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز الذي يقع تحت إشراف معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج وبتمويل من الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف مفهوم أهمية البحث العلمي لتحليل ومناقشة القضايا، ووضع التوصيات لتطويرها، وأساليب معالجتها وفق رؤية علمية مدروسة تحدد مكامن الخلل وتضع حلولا جذرية. وأكد ل«عكاظ» وكيل التطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور فاضل عثمان أن الحجاج الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة في كل عام لأداء فريضة الحج؛ فئات متعددة وثقافات مختلفة لهم احتياجات ومتطلبات متباينة، مضيفا «وكل هذا يجب أن تتم مراعاته بحيث نحقق لكافة الحجاج بمختلف أطيافهم كل ما يتطلعون إليه خلال رحلة الحج، وهذه المطالب والاحتياجات متغيرة عاما بعد عام، وتحتاج إلى تحديث ومتابعة مستمرة، ومن هذا المنطلق أسس كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لأبحاث الحج بل لقضايا الحج، وستكون دراسات إسكان الحجاج مستمرة دون توقف، نراعى فيها التعرف على آراء الحجاج وتطلعاتهم وعلى مقدم الخدمة التجاوب مع هذه التطلعات». وقال الدكتور فاضل عثمان إن الأمر يتطلب عملا دؤوبا من حيث تحديث تصاميم المباني لتحقيق الراحة للحجاج، حتى تكون التصاميم جمالية تراعى العصرية، وتساعد على الهدوء والسكينة، وتراعى القدرات المالية المتباينة بين الحجاج. من جهته، أوضح ل«عكاظ» نائب رئيس مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا الدكتور رشاد محمد حسين أن كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لإسكان الحجاج أسس ليكون كرسيا بحثيا شاملا لكافة خدمات وقضايا الحج الحالية، أو ما يستجد من قضايا في مواسم الحج المقبلة، مضيفا «سيتم التركيز في كرسي الأمير نايف في أولى مراحله البحثية على الإسكان، كونه يعد حاليا من أبرز المشكلات التي تؤرق كافة القطاعات العاملة في الحج». وبين الدكتور رشاد محمد حسين أن الهيئة التنسيقية تتولى تمويل الكرسي البحثي لإيمانها بأهمية البحث العلمي «فكيف وهي على يقين وإدراك تام بأن هذا الكرسي البحثي يخدم ضيوف الرحمن، لذا فإن قضية إسكان الحجاج تتطلب أن يتم طرحها للنقاش العلمي لكافة مفاصل الإسكان، لكي يتسنى للجهة المشرفة على الكرسي وضع الحلول الشاملة بعيدا عن الحلول الجزئية التي تعالج جزءا من المشكلة، ولا تعالج المشكلة برمتها». وأفاد نائب رئيس مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا بأن إسكان الحجاج في الوضع الراهن في مكةالمكرمة والمدينة المنورة يعتبر خدمة مفصلية تتفرع منه كافة الخدمات، ويؤثر إيجابا وسلبا على كافة الخدمات الأخرى التي يحتاج إليها الحجاج خلال رحلة الحج، وينتج في حال حدوث أية مشكلة في الإسكان مشكلات أخرى، منها زيادة أعداد التائهين في حال عدم اختيار مباني الإسكان بعناية، وتأخر وصول الخدمات في حال غياب مواقع الإسكان عن خارطة الحج لدى المطوفين والمؤسسات ومكاتب الخدمة الميدانية. بدوره، اعتبر رئيس مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا زهير بن عبد الحميد سدايو أن كرسي الأمير نايف لإسكان الحجاج من شأنه أن يضع منهجية علمية ترتكز على أساس التوافقية بين القطاعات العاملة في الحج، والمعنية بخدمة الحجاج ممثلة في وزارة الحج ومؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل، وبين الجهات البحثية الأكاديمية في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بحيث تقدم الجهات العاملة في خدمة الحجاج بيانات ومعلومات دقيقة توضح المشكلات. فيما ذهب رئيس مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا طارق عنقاوي إلى أن مجلس إدارة الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف سيتولى تمويل الكرسي، وسترفع مؤسسات الطوافة بأبرز القضايا التي يتطلب من اللجنة المشرفة على الكرسي إخضاعها للدراسات والبحوث، ويأتي في مقدمتها إسكان الحجاج. وبين طارق عنقاوي أنه يوجد اجتماع ستعقده الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف بالشراكة مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج السبت المقبل، لوضع الأطر النهائية لانطلاق الكرسي.