هذا الموضوع يقرأ البعد فيما يحدث في بعض الدول العربية حيث فوجئ التقليديون، و «الورقيون» من الساسة، والمفكرين بمدونات الشباب على الإنترنت، وبدؤوا يولون لها أهمية خاصة من ناحية علم الاجتماع السياسي، لأنها خارج منهج السياسي المعتاد فهي ظاهرة من الظواهر يتحول فيها المطلب الافتراضي إلى واقع توجيه على الأرض بدون مشروع. من هنا فالإنترنت في مفهوم الجيل الجديد ليس عالما افتراضيا، كما نظن، بل هو عالم يمكن أن يكون واقعا، تصنعه عقول فائقة السرعة، ومحددة الفكرة، وسريعة اتخاذ القرار، ولا بد من مجاراته بنفس أداة سرعته وتحليل مضامينه، ومطالبه، ومواجهتها بنفس أداتها وأقصد التعامل الإليكتروني ليمكننا مجاراتها، وفهمها. عندما يطرح أحدهم الفكرة المقنعة، أو غير المقنعة، تتجمع الحشود حولها بسرعة البرق، وتفرضها على الحياة الواقعية، وتنفذها بعقل الحشد، حيث يتلاشى تصرف الفرد في بحر المجموع، وهنا يكون الوضع اهتماما كبيرا، لا يتخذ طابع مؤامرة مدبرة، بل هو مطالب مجمعة، يلتف حولها الجيل الجديد بحماس، ويتحمس لتطبيقها في الوقع حتى إن بدت للسياسي المحترف خارج الممكن، أو تحتاج قرار دولة، أو تتعارض مع دستور وقانون، ومعاهدات دولية وقعت باسم الوطن فهذا لا يعني الحشد الإليكتروني غير السياسي. قد يفاجأ الجيل القديم، من رجال السياسة، والإعلام، والمجتمع بهذه التجمعات المطالبة بفكر تتوجه إلى كسر الجمود، والتغيير وسرعة تحقيق المطالب، هم يريدون سرعة في الاستجابة تشبه سرعة النترون، والإليكترون الذي تعودوا عليه، مقابل حالة البطء والروتين، والتجاهل في عالم الحياة الواقعية الاجتماعية والسياسية، الذي تعود عليه الكبار من محترفي السياسة. في بلاد عربية قفزت الحشود المتجمعة إلى العمل، دون مشروع سياسي مكتمل يمكن أن تبنى عليه دولة ونظام، وهذه نقطة الضعف في حركة الشباب التي أفسدتها وحولتها بعد الثورة لشغب فرعي من فئات أخرى، وأتاحت الفرصة للعبث ببراءتها. الجيل الجديد لديه من الوعي الكثير، والجيل الجديد لم يعد يطيق الجمود، والثورات العربية لم تكن انقلابات تقليدية، بل كانت ترفض تجاهل المطالب الذي كان يضيع في ثنايا البيروقراطية الطويلة، والفساد المستشري الذي لم يجعل السياسي في تلك البلاد يتحرك لعقود للقضاء على الحال المزري في تلك البلاد العربية، ومن المهم أن نعرف أن التسويف هو المشكلة.. عالم الكبار في السن لازال يقرأ الصحف الورقية مهذبة العبارة، المفلترة الفكرة، والمطالبة، ويرى التلفزيون القديم وتصله معلومة بطيئة جعلها التقادم والرقيب غير صحيحة، أو خارج الزمن، إذا كنا نريد التعامل مع هذا الحشد الجديد فعلينا أن لا نقرأه بعقل العسكري، أو السياسي التقليدي، أو أحزاب المعارضة، بل بعقل جديد يستطيع تلمس التحولات الحادة للجيل القادم، ونوع ثقافته، وتطلعاته، ومطالبه غير المؤجلة في الإصلاح، وكلها في نطاق علوم الاجتماع أكثر منها في تصورات السياسي، لذلك فالرقي بالتعامل إلى السرعة الممكنة سيكون العلاج السياسي الوحيد بدل هيجان عشوائي قد يندس من خلاله المندسون لإفساد حياة الناس بحجة مسمى ثورة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة