تحول منتزه الأمير فهد بن سلطان في تبوك إلى مرتع خصب للجمال السائبة والخيول المقتناة بغرض الانتفاع. وما أن يهم أحد بالجلوس في الحديقة العامة حتى تبدأ رحلة مزاحمة «الحيوانات» للبشر. والمتنزه بشكل عام يعاني من اهتراء مرفقاته، فالنظافة غائبة ولا مشاهدة للعمال وهم ينفذون ذلك وتركت المسألة للمرتادين أنفسهم ودورات المياه غير نظيفة ولا تحظى بصيانة يومية، كما أن رائحة مخلفات الحيوانات تزكم الأنوف وهي خيول يعمد ملاكها إلى إدخالها الحديقة بقصد تأجيرها على المتنزهين وتركها تنتفع من أشجار المتنزه ومن مياهه في سقياها واستحمامها. وبالرغم من ذلك كله فإن مرتادي الحديقة العامة يقصدون المتنزه معللين ذلك بقلة أماكن الترفيه في تبوك. وعبر محمد الشهري وحسين مكاوي وسلطان العبيري عن ذلك قائلين «لا نملك خيارا آخر فالحديقة هي المتنفس الوحيد لنا ونحن مصدومون من عدم النظافة والإهمال وغياب الصيانة لدورات المياه، فضلا عن مخلفات الإبل والخيول». النساء يقصدن متنزه الأمير فهد بن سلطان في تبوك بسبب حب أطفالهن للخيول والملاهي المفتوحة وفي ذلك تقول تهى السبيعي ومرام الخالدي «تغير وضع الحديقة عن ذي قبل ولكننا مجبرات بسبب الملاهي واللهو مع الخيول والجمال». من جانبهم، علل ملاك الخيول (فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم) اختيار الحديقة لممارسة نشاطهم بما تدره عليهم من عوائد مالية جيدة في الصيف بالذات عبر تحديد خمسة ريالات لربع الساعة ولذلك عمدوا إلى تأجير غرف ملاصقة للمتنزه وقالوا مبررين ذلك «نحن مواطنون وليس لدينا مصادر دخل لذا قصدنا الحديقة رغم مزاحمة العمالة لمصدر رزقنا». من جهته، أكد وكيل أمين أمانة تبوك للشؤون البلدية المهندس إبراهيم الغبان أن الأمانة ستعمل على صيانة جميع مرافق الحديقة، وعن تواجد الحيوانات من جمال وخيول في الحديقة، قال المهندس الغبان «جلبنا عربة لنقل الحيوانات من جمال وخيول تمهيدا لتخليص المتنزه». وطالب وكيل أمانة تبوك مرتادي الحديقة إبلاغ غرفة عمليات الأمانة عن ما يرصدونه من قصور.