في الحوار الوطني الذي أقيم في نجران وخصص لمناقشة الخدمات الصحية ورأي المجتمع في هذه الخدمات، كنا مثل طفلي نجران (السعودي والتركي) اللذين تم تبديلهما بسبب خطأ فادح في المستشفى، أصبحنا أطباء رغما عنا، وأصبح الإخوة مسؤولو القطاعات الصحية صحافيين يبحثون عن قصص براقة تثير انتباه القراء!. كان علينا أن ندخل في تفاصيل التفاصيل؛ كي نثبت لوزارة الصحة علة الطبيب الذي يداوي الناس، ولا بد أننا ارتكبنا سلسلة من الأخطاء الطبية مثلنا مثل أطباء هذا الزمان، بينما حاول الإخوة مسؤولو القطاعات الصحية إغراقنا في بحر من المانشيتات التي تتحدث عن المستقبل المشرق، وللأمانة أظهر الإخوة في وزارة الصحة مهارات صحافية لافتة، وكان شعار مدرستهم الصحافية: (انتظرونا في العدد القادم)!. وبشكل عام، أثرى المشاركون من الطرفين النقاش، وقدموا العديد من الأفكار والاقتراحات التي لو تحقق نصفها لقفزت الرعاية الصحية قفزة نوعية هائلة، وأظن أن وزارة الصحة (ذاكرت) جيدا واستعدت لمواجهة أسئلة المجتمع، أما المتحاورون معها فلم يكونوا بحاجة إلى المذاكرة أو البراشيم؛ لأنهم يحفظون الواقع الصحي عن ظهر قلب. كانت المحاور كثيرة ومتشعبة، حيث تحدث المتحاورون عن معايير الجودة، وعن الضمان الصحي، وعن التوزيع الجغرافي للخدمات الصحية، وعن سن قوانين لتجريم الأخطاء الطبية وتحديد أنواعها، وعن تسرب الأطباء إلى الكوادر الإدارية، وعن دور مؤسسات المجتمع المدني والعمل الخيري في دعم القطاع الصحي، وفي كل محور كان لدى وزارة الصحة سبق صحافي ينهي المشكلة من جذورها!. ورغم مساحة الاختلاف الكبيرة إلا أن الحوار كان هادئا ووديا إلى أبعد الحدود، وقد بذل الإخوة في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني جهدا رائعا لتقليص مساحة الاختلاف، كانت المشكلة الوحيدة أننا كنا نتحدث عن أحوال مريرة وحكايات مؤسفة، في الوقت الذي كانت فيه وزارة الصحة تؤكد لنا بأن هذه الصورة السوداوية غير موجودة على أرض الواقع، بل هي نتاج أفكار بنيت على معلومات خاطئة.. فهل كنا نحتاج إلى الحديث باللغة التركية؛ كي يصدق الإخوة الأعزاء في وزارة الصحة أن أغلب الناس لا يجدون سريرا شاغرا يحصلون فيه على حصتهم من الأخطاء الطبية؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة