بعد عام من حرب التقتيل والتدمير التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، قدرت الأممالمتحدة بأن هناك أكثر من 42 مليون طن من الركام، بما في ذلك مبانٍ مدمرة لا تزال قائمة وبنايات منهارة. واعتبرت أن هذا الرقم يعادل 14 مرة كمية الأنقاض المتراكمة في غزة بين 2008 وبداية الحرب قبل عام، وأكثر من خمسة أمثال الكمية التي خلفتها معركة الموصل في العراق بين عامي 2016 و2017. وأفادت المنظمة الدولية بأنه إذا تراكمت هذه الكمية فإنها قد تملأ الهرم الأكبر مصر 11 مرة، وهي تتزايد يومياً. وقال ثلاثة مسؤولين في الأممالمتحدة: إن المنظمة الدولية تحاول تقديم المساعدة في الوقت الذي تدرس فيه السلطات في قطاع غزة كيفية التعامل مع الأنقاض. وتخطط مجموعة عمل لإدارة التعامل مع الحطام تقودها الأممالمتحدة لبدء مشروع تجريبي مع السلطات الفلسطينية في خان يونس ومدينة دير البلح وسط قطاع غزة؛ لبدء إزالة الحطام من جوانب الطرق هذا الشهر. ووصف رئيس مكتب برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في غزة المشارك في رئاسة مجموعة العمل أليساندرو مراكيتش التحديات بأنها جسيمة، مؤكداً أنها ستكون عملية ضخمة، ولكن في الوقت نفسه، من المهم أن نبدأ الآن. فوق أنقاض منزله الذي كان يوماً مكوناً من طابقين، يجمع محمد البالغ 11 عاماً قطعاً من السقف المتساقط في دلو مكسور ويسحقها لتتحول إلى حصى سيستخدمه والده في صنع شواهد قبور لضحايا حرب غزة. جهاد شمالي والد محمد وهو عامل بناء سابق (42 عاماً)، كان يقطع معادن انتشلها من منزله في مدينة خان يونس جنوب القطاع، وبادرنا: نعيش من مأساة لمأساة، مؤكدا أن العمل شاق، وفي بعض الأحيان كئيب. وفي شهر مارس قامت أسرة شمالي ببناء قبر لأحد أبنائها وهو إسماعيل، الذي قُتل أثناء أداء بعض المهمات المنزلية.