تركي آل الشيخ رجل المرحلة

■ منذ أن حظي بالثقة الملكية الكريمة، بدأ معالي تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في سباق مع الزمن، ونجح خلال فترة قياسية في إصدار عدة قرارات مفصلية منحت الوسط الرياضي بأسره مساحة كبيرة من التفاؤل بمستقبل أفضل لرياضة الوطن..
■ لا شك أن هذه القرارات الجريئة والمتسارعة تصب في مصلحة الرياضة السعودية عموما، وتهدف إلى النهوض بكرة القدم على وجه الخصوص، بعد مرحلة من الترهل وحالة من الاحباط، سيطرت على رياضتنا خلال السنوات الماضية بسبب بعض القرارات التي جانبها الصواب..
■ بعد كل قرار يتخذه معالي الوزير الشاب، يُثبت للجميع أن عقارب الساعة لا يمكن أن تعود للوراء ولسان حاله يقول «دقت ساعة العمل»، الذي بدأه بتعيين الأسطورة ماجد عبدالله مديرا للمنتخب الأول والتعاقد مع الأرجنتيني إدغاردو باوزا مدربا للأخضر وتشكيل لجنة فنية لتطوير كرة القدم، مرورا بتشكيل لجنة أخرى لاستكشاف المواهب الكروية من مواليد المملكة، وتحفيز الأندية المشاركة آسيويا ودعمها ماليا ومعنويا وأخيرا إلغاء لجنة توثيق البطولات وما توصلت إليه من نتائج، وتحويل ملف التجاوزات والمخالفات في ميزانية نادي الاتحاد إلى هيئة الرقابة والتحقيق..
■ كل تلك القرارات أعطتنا دلالة على أن معالي الوزير وضع رياضة الوطن نصب عينيه ولم يؤطرها بسقف معين، بعد أن وضع يده على مكامن الخلل وسخّر كل وقته لتصويب الأخطاء ونفض غبار الوهن والضعف لفتح آفاق رحبة نحو مستقبل مشرق..
■ أعتقد أن من أبرز القرارات التي صدرت مؤخرا، القرار التاريخي المتعلق بوضع المواهب من مواليد المملكة، الذين ولدوا وترعرعوا ونشأوا في حضن هذا الوطن الكبير وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من نسيجه الاجتماعي بعد أن تشربوا عاداته وتقاليده، فليس من المنطق أن نفرط في مثل تلك المواهب لنشاهدها في منتخبات وأندية مجاورة أمثال عمر عبدالرحمن وشقيقيه ومحمد صقر وعبدالله عمر ومجدي صديق وإسماعيل محمد وغيرهم..
■ أيضا من أبرز تلك القرارات المهمة، قرار إلغاء لجنة توثيق البطولات ونتائجها، تلك اللجنة التي تجنّت على الأندية وعمِلت على تشويه تاريخها وطمس بطولاتها ونسف منجزاتها، التي حققتها على مدى عقود من الزمن دون وجه حق..
■ تلك اللجنة التي رفض معظم الأندية الاعتراف بها أو التعامل معها قبل صدور نتائجها المضحكة المبكية، التي هيّجت الوسط الرياضي وزادت من حِدة التعصب بين جماهير الأندية، كنت أعلم يقينا أنها لجنة لا تكتسي صبغة شرعية كونها ليست من اختصاص هيئة الرياضة وإنما من اختصاص الاتحادات..
■ أخيرا، نشد على يد رجل المرحلة الحالية، ونأمل أن يواصل عمله الدؤوب على نفس الوتيرة وبنفس القوة، والأهم من ذلك ترجمة جميع القرارات السابقة على أرض الواقع، فكل الرياضيين معه وسيضعون أيديهم بيده كلٍ في مجاله من أجل رياضة الوطن، التي تستحق منا الكثير، لاسيما أنها تعد نافذة مشرقة نطل من خلالها على العالم كما هو الحال في كل الدول المتحضرة..